عقد الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن مساء الثلاثاء، “لقاءً وطنيًا جامعًا”، في مقر حزب جبهة العمل الإسلامي بمنطقة العبدلي، للتعبير عن تجسيد وحدة الشعب الأردني خلف المقاومة وحماية الأردن من استهداف الاحتلال المستمر له، وللتأكيد على ضرورة استمرار فعاليات وأنشطة دعم الأشقاء الفلسطينيين الذين يواجهون العدوان الصهيوني ورفض مؤتمرات التنسيق الأمني وآخرها قمّة العقبة.
كما أكد المشاركون في اللقاء على رفضهم واستنكارهم لـ “قمّة العقبة” التي استضافها الأردن بطلبٍ أمريكي، مشددين في الوقت ذاته على أنّ هذه القمة وسابقاتها من لقاءات التنسيق الأمني جاءت كـ “خدمة مجانية لحكومة صهيونية مجرمة تخوض حرباً وجوديةً على الأردن كما تخوضها على فلسطين”.
تجديد البيعة للمقاومة
وفي كلمة باسم الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن أكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة على أنّ المقاومة هي حجر الزاوية الذي يجب أن تقف الأمّة خلفها لأنها الحاجز الذي يقف أمام المشروع الصهيوني وخطورة تمدده.
ووجه عدة رسائل من خلال الملتقى، أولها أنّ الشعب الأردني في خندق المقاومة البطلة لأنها حجر الزاوية في مشروع التحرير وهي القادرة على لجم الحكومة الفاشية المتطرفة وردعها، وهي اليوم عنوان التوحد الفلسطيني وتقف خلفها كل الفصائل في وحدة ميدانية في كل مدن فلسطين وكلمة واحدة هي “المقاومة”.
وشدد على أنّ “المقاومة تمثل عنفوان الشعب الفلسطيني وأن قضية فلسطين غير قابلة للإزاحة والإماتة، وتقدم نموذجًا حقيقيًا في مقاومة الاحتلال”.
وأكد العضايلة على أنّ الشعب الأردني بكل قواه السياسية يقف مع المقاومة ومن عمّان نعلن البيعة لهذه المقاومة، ومطلوب من شعوبنا العربية والإسلامية البيعة لها في تحقيق مشروع التحرير والاستقلال الفلسطيني الذي لن يرده مؤتمرات ولا مسارات يمكن أن توقف هذا المشروع.
كما أشار في الرسالة الثانية إلى الرفض التام لأي مسار تطبيعي أو تنسيق أمني ونؤكد أنّ هذا المسارات عارٌ وشنارٌ على من يفعلها
وقال العضايلة: نؤكد رفضنا لمؤتمر العقبة وللأسف فإنّ الأنظمة العربية لا تتعلم الدروس واستقبلنا نتنياهو وكان الرد مجزرة في جنين وسحبت السلطة قرار لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن وكان الرد الصهيوني مجزرة في نابلس وكان مؤتمر العقبة وكان الرد إحراق مدينة حوارة الفلسطينية ومنازل مواطنيها وسياراتهم.
ولفت إلى أنّ “هذا الكيان يصر على لطم الرسمية العربية، وكأنه يقول لهم إنكم تقومون بهذه الأدوار بالمجان وبالإهانة أيضًا”.
وتابع بالقول: “وقبل أن تنتهي قمّة العقبة، خرج قادة الكيان الصهيوني يؤكدون رفض مخرجات هذه القمّة، وأكثر من ذلك سمعناهم يتحدثون عن محو حوارة والتأكيد على أن ما في العقبة يبقى في العقبة قبل أن يجف حبر قمّة العقبة”.
وتساءل العضايلة: ماذا بقي من حلول سياسية وعن أي مسار ووهم يتحدث عنه النظام الرسمي العربي والخيارات البائسة الذي يتحدث عنها الرسمي العربي ما هي إلا طوق نجاة لحكومة متطرفة تعيش أزمة وجودية مع المقاومة الفلسطينية، وآخر استطلاع لسكان الكيان أنّ الخطر الأول الوجودي لهم هو “المقاومة الفلسطينية”.
ولفت إلى أنّ المسار التطبيعي مرفوض، وفي آخر استطلاع للأردنيين 94% يرفضون أي علاقات مع الكيان فلماذا تصادمون وجدان الشعب الأردني ومصالح الدولة الأردنية العليا، فهل مصلحة الأردن تقديم أطواق نجاة لحكومة يمينية فاشية متطرفة.
وختم حديثه بالتأكيد على أنّ “الأردن على موعد ومسار أهم موقف فيه إسناد هذه المقاومة البطلة، وهذا الموقف ليس غريبًا على الاردنيين الذين انحازوا من العشرينيات للمقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني”.
دعم المقاومة إجماع وطني
وتحدث العديد من الحاضرين من قيادات الأحزاب والحراكات الشعبية والوطنية خلال اللقاء مؤكدين على ضرورة إسناد المقاومة الفلسطينية وتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي وعلى رأسه “الدعم بالسلاح”.
وشددوا على أنّ المقاومة الفلسطينية اليوم تمر في هجمة شرسة من الحكومة الصهيونية الأشد تطرفًا، لافتين إلى ضرورة أن تفتح الحكومة العربية والإسلامية طرق إسنادٍ حقيقيةٍ لدعمهم بالسلاح والرصاص، لا سيما وأنّ الخطابات والمؤتمرات لن تقدم ولن تؤخر في مواجهة التطرف الصهيوني الذي أدار ظهره لكل العالم ويستمر في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
كما شكر الحاضرون حزب جبهة العمل الإسلامي على قيادته وجهوده المبذولة لجمع الصف الوطني خلف دعم القضية الفلسطينية وإسناد الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة.
لقاء العقبة محرجٌ ومعيب
ووجه الملتقى رسالة للحكومة والأطراف العربية والدولية المشاركة بأنّ اللقاء “كان محرجاً ومعيباً”، لا سيما بعد أن “تبرأ منه قادة الاحتلال وردوا عليه بـ “منتهى الصفاقة والاحتقار على هذه الخدمة المجانية”.
وحذر من أنّ تنصل قادة الاحتلال من تعهداتهم التي أعلنها بيان القمة، وإعلان استمرار الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية، “إنّما يتعمد إحراج الأردن الرسمي وهو خير دليل على كارثية خيار التعاون مع مثل هذه الحكومة المجرمة”.
وبارك المتحدثون خلال اللقاء “العمليات البطولية، وبالذات ما نفذه المقاومون الأبطال في حوارة وفي أريحا على مدى الأيام الماضية” داعيًا إلى إلى فزعة شعبية أردنية لدعم حوارة وقرى نابلس وكل القرى والمدن التي أصابها هذا العدوان الهمجي، على المستوى الفردي والجماعي والمؤسساتي، وبكل السبل والأدوات الممكنة والمباشرة”.
وشددوا على أنّ “دعم المقاومة كان وسيبقى خيارنا الوحيد المُجدي الذي يمكن التعويل عليه”.
وفيما يلي نص البيان الختامي للملتقى
بيان صادر عن اللقاء الوطني الشعبي الجامع الذي عقده الملتقى الوطني لدعم المـ.ـقـ.ـاومة وحماية الوطن:
نؤكد وقوف الشعب الأردني مع المقاومة خياراً استراتيجياً لا نحيد عنه
نرفض الضغوط الأمريكية على الأردن الرسمي للمشاركة في اللقاء الثاني لمنتدى النقب ونراه تطبيعاً انتحارياً يجب رفضه
الشعب الأردني بكل قواه يرفض مسار التنسيق الأمني متمثلاً بقمة العقبة الأمنية وقمة شرم الشيخ المترتبة عليها
اجتمعت اليوم شخصيات مثلت الشعب الأردني بمختلف أحزابه وحراكاته وقواه الشعبية؛ وبمختلف عشائره ومدنه وقراه ومخيماته؛ وجددت التأكيد على الثوابت الراسخة في وجدان الشعب الأردني:
أولاً: نبارك المـ.ـقـ.ـاومة البطلة في فلسطين المحتلة ونتوجه بتحية اعتزاز وإكبار إلى شـ.ـهـ.ـدائها وجرحاها وأسراها وإلى عائلاتهم وبيئتهم الشعبية الحاضنة، ونؤكد وقوف الشعب الأردني مع هذه المـ.ـقـ.ـاومة خياراً استراتيجياً لا يتزحزح؛ فهو وحده الكفيل بمواجهة العدوان الصهيوني باللغة التي يفهمها.
ثانياً: نجدد رفضنا القاطع للضغوط الأمريكية التي تحاول جرّ الأردن إلى المشاركة في اللقاء الثاني لمنتدى النقب التطبيعي؛ وهو الذي يشكل انتحاراً للأردن الرسمي إذ يمد اليد لحكومة صهيونية مجرمة تهدد الأردن كما تهدد فلسطين، ويُجَرّ للمشاركة في لقاء يشكل غطاء للعدوان الصهيوني المزمع في رمضان على المسجد الأقصى المبارك الذي يتولى الأردن المسؤولية التاريخية عنه، وإن الملتقى يؤكد استمرار وتصعيد فعالياته المعارضة لهذا التطبيع الانتحاري.
ثالثاً: يرفض الشعب الأردني رفضاً قاطعاً مسار التنسيق الأمني والتآمر على المـ.ـقـ.ـاومة الذي بدأ في قمة العقبة الأمنية التي رفض الاحتلال أي التزام تجاهها، ومع ذلك يتواصل مسارها بالتحضير لقمة شرم الشيخ؛ ما يجعل النظام الرسمي العربي في موقع من يقدم الخدمات المجانية للاحتلال.
وإن من واجب الأردن الرسمي أن ينسجم مع موقف الشعب الأردني وأن لا ينجر لأية أدوار تصب في إطار ضرب المـ.قـ.ـاومة الفلسطينية تحت مسميات “التهدئة”، فهذا لا يرضاه الأردنيون ولا يتفق مع كرامتهم وإيمانهم العميق بفلسطين وقضيتها.
رابعاً: نؤكد وقوف الشعب الأردني بكل مكوناته مع الأهل في حوارة وقرى نابلس والضفة الغربية وقطاع غزة وكل فلسطين المحتلة في وجه عدوان المستوطنين الهمجي؛ ويعلن فزعة شعبية لدعمهم والوقوف معهم بكل السبل المباشرة الممكنة.
خامساً: نؤكد الوقوف مع الحركة الأسيرة في وجه العدوان الصهيوني المتصاعد عليهم وعلى عائلاتهم؛ وحملة السطو والعدوان على بيوتهم وأموالهم.
سادساً: ندعو القوى الشعبية العربية والإسلامية والقوى الداعمة للحرية والعدالة عبر العالم إلى التحرك الشعبي الداعم للمـ.ـقـ.ـاومة؛ بعقد الائتلافات الداعمة، وتنظيم الوقفات والتظاهرات، ومد المقاومة ضد الصهيونية بكل أسباب الدعم.
في الختام؛ فإننا نؤكد أن الكيان الصهيوني اليوم في أضعف أوضاعه الداخلية وفي أضعف أوضاع الدعم الاستعماري الدولي له؛ وهذا ما كشفته المـ.ـقـ.ـاومة بالتجربة والبرهان، وإن خيار الشعب الأردني وخيار الأمة كلها هو السعي إلى دعم هذه المـ.ـقـ.ـاومة ومدّها بكل أسباب التصاعد والمضي قدماً نحو معركة شاملة تستثمر هذا المأزق التاريخي وتفرض التراجعات على الصهاينة.
عمان في 7-3-2023