د. سامر ابو رمان
يبدو أن نتائج استطلاعات رأي الفلسطينيين أيضا تعكس رفضهم المتزايد لصفقة القرن أو خطة ترامب أو كوشنر للسلام والذي انتقل لخطوة عملية مع انعقاد مؤتمر أو ورشة البحرين يومي ٢٥ و٢٦ يونيو ٢٠١٩ وما صاحبه من جدل واختلاف وجهات النظر العربية ومقاطعة بعضها، فحسب نتائج استطلاع مركز القدس للإعلام والاتصال بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت في أبريل 2019 تظهر أن الغالبية العُظمى من الفلسطينيين يرفضون صفقة القرن، وكما رفضت نسبة (78.4%) أن تتضمن تلك الحلول أي اتفاقية سلام تفيد بتبادل للأراضي بين إسرائيل ودولة فلسطين، ورفضت نسبة (83.9%) أن تتضمن أي اتفاقية سلام مستقبلية بقاء سيطرة أمنية إسرائيلية على أجزاء من الدولة الفلسطينية، بالإضافة لرفض اندماج اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المجاورة، وذلك بنسبة (63.4 %) من المستطلعين، مقابل (32.3 %) قالوا إن ذلك مقبول لهم. وفي استطلاع رأي آخر أحدث أجراه مركز الدراسات وقياس الرأي العام بجامعة الأقصى في محافظات قطاع غزة خلال الفترة من 18 – 23 يونيو 2019 على عينة مكونة من (1100) شخص، تبين وجود رفض عام أكثر تشدداً من باقي مناطق فلسطين للمشاريع الأمريكية والمخططات التي اعتبرها الفلسطينيون أنها تستهدف تصفيتهم، وعن أسباب الوصول إلى تلك المرحلة يرى (97.6%) من أفراد العينة أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية ساهمت في طرح صفقة القرن من الأساس، ورأى نسبة (99.3%) أن استمرار الانقسام الفلسطيني، هو السبب الرئيس.
امر نجد انعكاسه القوي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم إطلاق العديد من الوسوم لمناقشة تلك القضية والتفاعل حولها، منها ما هو عربي مثل:
#لا_للتطبيع
و#تسقط_صفقة_القرن
و#القدس_ليست_للبيع
و#صفقه_القرن
و#تسقط_ورشة_البحرين
و#يسقط_مؤتمر_البحرين
فضلا عن وسوم باللغة الإنجليزية مثل:
#BahrainWorkshop
و#DealOfTheCentury
و#NoToDealofCentury
وغيرهم من الوسوم التي تتفاعل حول الموضوع.
ثمة أسباب كثيرة تبرر حالة الرفض العام لصفقة القرن بالنسبة للفلسطينيين؛ فلم يعد هناك ثقة في الولايات المتحدة الراعية للصفقة بعد إعلان ترامب المتهور بأن القدس عاصمة لإسرائيل وقرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس، واعتبار الجولان أراضي تابعة للكيان الإسرائيلي وغيرها من الضغوطات الأمريكية على الفلسطينيين كشعب وكسلطة.