لا تحقيق للنهضة والتنمية في المجتمعات دون تحقق الحريات فيها
التحول الأساسي في تاريخ الأمة الإسلامية وانتقالها إلى مرحلة الفعل والتمكين كان على يد الشباب
التأهيل القيادي للشباب يرتكز على بناء المهارات والمعارف وتمكينهم من العمل الميداني
أكد الأمين العام لحركة مجتمع السلم في الجزائر الدكتور عبد الرزاق المقري على ضرورة تمكين الشباب في المجتمعات وتوفير بيئة حاضنة لهم تمكنهم من القيام بدورهم في بناء حاضر الدولة وصناعة مستقبلها، بحيث يرتكز تمكين الشباب على بناء المعارف والفكر إضافة إلى إتاحة الحريات لهم ليتمكنوا من ممارسة العمل الميداني على أرض الواقع في الشان السياسي والعمل العام.
وأشار المقري في ندوة الكترونية أقامها القطاع الشبابي لحزب جبهة العمل الإسلامي وأدارها عضو اللجنة المركزية للقطاع الشبابي في الحزب معتز الهروط إلى ضرورة أن يجسد الشباب القدوة الحسنة في سلوكهم ومهاراتهم وان يحققوا التميز في أدائهم الوطني والسلوكي والفكري وتحقيق الإنجاز في مجتمعاتهم.
وأكد المقري على دور الشباب في بناء الحاضر ونهضة المستقبل، مشيراً إلى الدور المركزي للشباب على مر التاريخ الإسلامي وما شكلوه من عنصر أساسي في نصرة الإسلام وتأسيس وبناء الحضارة الإسلامية، معتبراً أن التحول الأساسي في تاريخ الأمة الإسلامية وانتقالها إلى مرحلة الفعل والتمكين كان على يد الشباب خاصة فيما يتعلق بمرحلة الهجرة وبيعة العقبة وبناء الدولة في المدينة المنورة، إضافة إلى بصمات الشباب في قيادة الفتوحات الإسلامية ونهضة حضارة الأمة.
وأضاف المقري ” أي جماعة أو دولة او مجتمع لا يحرص على تمكين الشباب فلن يكون له مستقبل، والشباب هم أكثر الفئات المعنية بتجديد الخطاب والفكر، كون الشباب يعيش واقعه ويكيف احتياجاته المهارية والثقافية والفكرية حسب احتياجات الواقع ليسهم في بناء المستقبل”.
وأشار المقري إلى الحضور الواسع للشباب على مستوى الحركات الإسلامية في دول المغرب العربي خاصة فيما يتعلق بتجديد الخطاب والاستجابة لرؤية جديدة تتعامل مع الواقع الجديد والتحديات و التغيرات في البيئة الداخلية والخارجية، مشيراً إلى دور الحركة الإسلامية خلال القرن الماضي في إعادة الأمة إلى هويتها العربية والإسلامية بعد سقوط الخلافة الإسلامية ووصولها إلى مرحلة سقوط الحضارة ثم سقوط الدولة الإسلامية ومحاولة إسقاط الفكر الإسلامي من المجتمع وسلخه عن هويته العربية والإسلامية”.
وأضاف المقري “ما يجب على الشباب القيام به هو نقل الفكرة الإسلامية من المجتمع إلى الدولة لتصنع النهضة للوطن والأمة، فلا وجود للنهضة دون الدولة مما يتطلب تجديداً في الخطاب والوسائل بما يحقق نهضة حضارية تخدم مصالح الأمة والمواطنين، ولذا نجد المحن التي تعيشها الحركات الاسلامية سببها رفض جهات عديدة انتقال الفكرة الإسلامية وفكر النهضة من المجتمع إلى الدولة لمنع تحقيق نهضة الأمة الإسلامية”.
وأشار المقري إلى ما وصفه بمجالات التجديد للحركات الإسلامية والتي تتمثل بالتخصصية والتمييز الوظيفي فيما يتعلق بالعمل الدعوي والعمل السياسي والعمل الشبابي والخيري، إضافة إلى الاعتقاد التام لدى الشباب أنه لا حفظ للإسلام وللنهضة في المجتمع سوى بتحقق الحرية في المجتمع حتى يتاح لأصحاب الكفاءة تبوء المناصب العامة وخوض الحياة السياسية بحرية وبناء قيادات سياسية شبابية، والتأكيد على خيار الدولة المدنية القائمة على المؤسسات والحريات، ووضع البرامج العملية القائمة على أساس مشاريع لتحقيق نهضة الدولة والمجتمع، مضيفاً ” الاولوية في أي مجتمع هو الكفاح من أجل تحقق الحرية في المجتمع، وإذا تحققت الحرية في أي مجتمع فتكون الأولوية هي تحقيق التنمية”.
وأضاف المقري “صراع الأجيال مضر لكل مجتمع وأي مجموعة، وفي حال عدم الانسجام بين الأجيال فإن ذلك سيعيق تطور هذه المجتمعات، معتبراً ان المسؤولية الأكبر في معالجة مثل ها الصراع تقع على عاتق السابقين بأن يدركوا دور الشباب وأنه ليس من حق أحد إعاقة دور الشباب بدعوى القلق من دورهم، بل أن يكونوا على يقين بان تمكين الشباب هو لصالح المجموع العام في أي دولة أو مجتمع، إضافة إلى إتاحة الفرصة للشباب وتمكينهم بطريقة منهجية والثقة بطاقاتهم وقدرتهم وتوفير المحاضن التربوية لهم وإعداد المؤسسات العصرية للتأهيل القيادي للشباب واكتشاف المبدعين منهم وأصحاب المواهب وتمكينهم، فيما تقع على عاتق الشباب مسؤولية تقدير دور السابقين والإفادة من خبرتهم والذكاء في التعامل معهم وعدم الاصطدام بهم”.
وأكد المقري على ضرورة التأهيل القيادي للشباب بحيث يرتكز على بناء المعارف والفكر إضافة إلى العمل الميداني على أرض الواقع في الشأن السياسي والعمل العام، مؤكداً أنه في حال عدم تمكن الشباب من العمل السياسي بسبب التضييق على الحريات فإنهم سيجدوا في العمل المجتمعي مساحات واسعة للعمل العام، كما أكد على الخطاب الوطني للحركات الإسلامية ومساعيها نحو تحقيق نهضة أوطانها وازدهارها واستقراراها مع التنسيق مع باقي الأحزاب والجماعات فيما يتعلق بخدمة قضايا الامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.