العضايلة: على الساسة الاعتراف بفشل مساري أوسلو ووادي عربة
العضايلة: لم تنجح اوسلو ولا وادي عربة في إقامة الدولة الفلسطينية أو تكفين الوطن البديل
عمان – خليل قنديل
أكد المتحدثون في ملتقى مقاومة التطبيع الثالث الذي أقامه القطاع النسائي في حزب جبهة العمل الإسلامي وأنطلقت أعماله قبل قليل على مخاطر التطبيع مع العدو الصهيوني في مختلف المجالات لا سيما في ظل مساعي الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، وضرورة توحيد الجهود الشعبية وضع رؤية وطنية واستراتيجيات عملية لمقاومة التطبيع ، وتفعيل آليات المقاطعة للكيان الصهيوني.
وأعلن المتحدثون في الملتقى الذي أقيم في مقر الأمانة العامة للحزب تحت رعاية الأمين العام للحزب المهندس مراد العضايلة وأدارته الإعلامية دعاء جبر، بحضور عدد من المختصين في مجال مقاومة التطبيع، عن دعم جهود تشكيل نواة للتحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن، كما دعوا إلى ضرورة زيادة حملات التوعية لدى المجتمع حول مقاومة التطبيع، والعمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للمشروع الصهيوني.
وأكد الأمين العام للحزب المهندس مراد العضايلة في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية على استمرار الحزب في نهج مقاومة المشروع الصهيوني ومساعيه للتمدد في المنطقة، وتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى بصفقة القرن وتصفية قضية القدس واللاجئين، والبحث عن نظام بديل في الأردن يتكيف مع المشروع الصهيوني، مطالباً الساسة العرب بالاعتراف بفشل مسار أوسلو ووادي عربة ، مضيفاً ” لم تنجح أوسلو في بناء مشروع الدولة الفلسطينية، ولم تنجح وادي عربة في تكفين مشروع الوطن البديل”.
وأكد العضايلة على ضررة تعزيز الوعي الشعبي تجاه هذه المخاطر، مثمناً دور لجان مقاومة التطبيع في تصديها لمشاريع التطبيع مع العدو الصهيوني ومحاولة فرض وجوده كأمر واقع، مضيفاً” رغم مرور عشرات السنوات على معاهدات التسوية إلا أن الكيان الصهيوني ظل منبوذاً غريباً لدى الشعوب العربية التي لا تزال تعتبره العدو الاول وترفض كافة أشكال التطبيع معه”.
واعتبر العضايلة أن كسر صفقة القرن لن يتحقق إلا بنهضة أردنية وفلسطينية تنهي مسار وادي عربة وأوسلو وتعيد القضية الفلسطينية لعمقها العربي والإسلامي وتعيد إنتاج معركة الكرامة من جديد، مضيفاً ” ستبقى بندقية الجيش العربي موجهة نحو العدو الصهيوني، وسيكون الرد على تصريحات نتنياهو حول ضم الأغوار للسيادة الصهيونية بإنتاج معركة الكرامة وأنهاء مسار وادي عربة وأوسلو ويدعم المقاومة في وجه الاحتلال”.
من جهتها أكدت مسؤولة القطاع النسائي في الحزب ميسون دراوشة على فشل صفقة القرن والتي وصفتها بـ”الطرح العقيم ممن لا يملك شيئاً لمن لا يستحق”، وفشل مساعي اختزال القضية الفلسطينية بالحلول الاقتصادية مما لن يغير في تغيير واقع القضية الفلسطينية كقضية شعب ووطن ودولة وهوية.
وطالبت دراوشة مختلف القوى الوطنية والشعبية الأردنية والفلسطينية بالوقوف صفاً واحداً للتصدي لصفقة القرن ووقف كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال وقطع كافة العلاقات معه، كما طالبت الحكومة بترجمة اللاءات الملكية الثلاث حول القضية الفلسطينية، وإغلاق سفارة الكيان الصهيوني وإلغاء معاهدة وادي عربة وتنفيذ قرار استعادة الباقورة والغمر، والدعوة لعقد قمة عربية وقمة إسلامية لمواجهة الاعتداءات الصهيونية.
كما طالبت مجلس النواب بدعوة البرلمان العربي لاتخاذ قرارات حاسمة في وجه الاعتداءات الصهيونية، والدعوة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني تكون قادرة على مواجهة التحديات الداخلية التهديدات الخارجية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، مع دعوتها لتوحيد صفوف الشعب الفلطسنين على اساس مشروع المقاومة والتحرير.
وتضمنت فعاليات الملتقى جلستين الأولى منها تضمنت محور مقاومة التطبيع “المفهوم، الغاية، الأهمية” والذي قدمه المهندس بادي الرفايعة، مشيراً فيه إلى مفهوم التطبيع وهو كل فعل أو فكر أو قول أو صمت عن أو قبول لفكر أو قول أو فعل يعمل على إزالة حالة العداء مع العدو الصهيوني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مؤكداً على أهمية مقاومة التطبيع كأحد أشكال مقاومة الاحتلال ورفض إعطاء الشرعية له.
كما أكد على أهمية مقاومة التطبيع في حماية الوطن من الاختراقات الصهيونية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأمنية، وحماية النشء الذين قد يخدعون بالرواية الصهيونية، والعمل على إدامة الصراع مع العدو الصهيوني.
فيما تحدث الدكتور محمد قطيشات حول الأبعاد النفسية للمواطن العربي تجاه مقاومة التطبيع ، مؤكدا على ضرورة أن يؤهل القائمون على فرق ولجان التطبيع بدورات تدريبية تساعدهم في فهم سلوك الأفراد وطريقة تغيير هذا السلوك، وتضمين ذلك في خطط عمل تلك اللجان، وتنفيذ دورات للشخصية التجديدية وتنمية المهارات الابتكارية والقدرات على حل المشكلات لديها.
كما أكد قطيشات على ضرورة التشبيك مع المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية وتوفير الحماية القانونية للعاملين في فرق ولجان مقاومة التطبيع، والتركيز على مرحلة الشباب الجامعي في صناعة العي لدى المجتمع في مجال مقاومة التطبيع وابتكار وسائل عمل جديدة في هذه اللجان.
من جهته تحدث النائب صالح العرموطي حول اتفاقيات التطبيع وأثرها على واقع مقاومة التطبيع واستعرض اتفاقية الغاز نموذجاً مشيراً إلى خطورة الاتفاقية على الأردن وما تشكله من ارتهان لقطاع الطاقة بيد العدو الصهيوني ودعماً لموازنته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً عدم قانونية هذه الاتفاقية.
واستعرض العرموطي عددا من الثغرات القانونية التي تتضمنها الاتفاقية التي وصفها بالخطيرة والمجحفة بحق الأردن ، مؤكداً أن ما قامت به الحكومة من توقيع الاتفاقية يمثل خرقاً للقانون الذي يستوجب موافقة مجلس النواب تجاه مثل هذه الاتفاقيات، مجدداً رفض مجلس النواب لتمرير هذه الاتفاقية وتلويحه بحجب الصفقة عن الحكومة في حال تجاهل هذا الموقف النيابي.
وفي الجلسة الثانية استعرض الأمين العام للحزب المهندس مراد العضايلة في ورقة له الأضرار المتوقعة على الأردن من التطبيع مع العدو الصهيوني، مشيراً إلى صفقة القرن وما تشكله من تهديد وجودي للأردن وتصفية للقضية الفلسطينية وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة و تصفية لقضية القدس والوصاية الأردنية عليها، وإلغاء مشروع الدولة الفلسطينية .
وأشار العضايلة إلى عدد من الخطوات التي قامت بها الإدارة الأمريكية ضمن صفقة القرن، وما تروج له من مشاريع اقتصادية مرتبطة بالصفقة، مؤكداً على ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته للمشروع الصهيوني الذي يتهدد الأمة جميعها وليس فلسطين والأردن فقط.
فيما تحدث الإعلامي حبيب أبومحفوظ عن مخاطر التطبيع الإعلامي وما يشكله من خطيئة سياسية ووطنية، وترويج لرواية العدو الصهيوني، مؤكداً على ضرورة تعزيز الإعلام المقاومة كأحد وسائل مواجهة العدو الصهيوني والانتقال بهذا الإعلام من المحلية إلى العالمية.
كما أكد أبومحفوظ على ضرورة تعزيز الثقافة الرافضة للتطبيع لدى الجمهور وتطوير خطاب إعلامي علمي مدعم بالحجج والبراهين، وتسليط الضوء على مواقف قادة الرأي والشخصيات العامة المناهضة للتطبيع وتغذية المحتوى الإعلامي والشبكي بالمواد الرافضة للتطبيع.
من جهته قدم الناشط رضا ياسين ورقة عمل حول الوسائل والاستراتيجيات العملية في مقاومة التطبيع، مستعرضاً تجربة مشروع “سفراء ضد التطبيع” نموذجاً، حيث اكد على اهمية المشاريع المجتمعية المستدامة في التصدي لمحاولات اختراق الرأي العام لدى الشعوب .
واستعرض ياسين خطة نشأة مشروع سفراء ضد التطبيع وخطوات سيره، وعدداً من الحملات التي قام بها المشروع عبر منصات التواصل الاجتماعي في سبيل مقاومة التطبيع وتعزيز الوعي لدى الشعوب ضد الوقوع في فخ الدعاية الصهيونية .