منتدون يدعون لبناء استراتيجية فلسطينية وعربية موحدة في مواجهة التهديدات الصهيونية
هنية: الخطر الصهيوني يهدد الأردن كما يهدد فلسطين مما يتطلب تنسيق الجهود في مواجهته
هنية: اللاءات الملكية الثلاث تعبر عن موقف الشعب الفلسطيني وفصائله، وشعبنا متمسك بخيار المقاومة
العضايلة: وحدة الموقف الأردني الفلسطيني صنعت الانتصار في الكرامة وهي بداية استراتيجية المواجهة مع الاحتلال
العضايلة: صفقة القرن وقرار الضم ينهي مسار وادي عربة و أوسلو وقوتها في التمسك بحقنا ولدى الأردن أوراق قوة
المرزوقي: الشعب الفلسطيني أعطى نموذجا في المقاومة وعدم الاستسلام والشعوب تسير على هذا الطريق
أقطاي: تركيا تتوحد على القضية الفلسطينية والقدس ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته
الخوالدة: الشعب الفلسطيني ومعه أحرار العالم يؤكدون أن خيار المقاومة والعودة لا عودة عنه
دعا المشاركون في الندوة التي أقمتها الحركة الإسلامية مساء اليوم الخميس بعنوان “من النكسة إلى النكبة ..العودة القرار والخيار” ، على ضرورة بناء استراتيجية فلسطينية وعربية وإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني والتصدي للتهديدات الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية وتشكل تهديداً خطيراً للأردن ودول المنطقة.
و تحدث في الندوة التي أدارها الناطق الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين معاذ الخوالدة كل من رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة حماس، اسماعيل هنية، والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهنددس مراد العضايلة ، والرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، ومستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي.
هنية: بحاجة لاستراتيجية مواجهة يكون أساسها العامل الفلسطيني بدعم عربي
قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة حماس، اسماعيل هنية، إن الحديث عن ذكرى النكبة لا يكون من مفهوم البكائيات ولا اجترار المآسي والآلام لأنه أصبح معلوما والتاريخ شاهد على ما قام به الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني والمقدسات.
وأضاف هنية أننا نتناول موضوع النكسة من موضع التزامنا بالقضية الفلسطينية وثوابتها ومن أجل نتلمس خارطة الطريق التي يمكن الاتفاق عليها فلسطينيا وبشبكة أمان عربيا.
وقال إن ذكرى النكسة تمر في وقت بغاية الخطورة فالتهديدات الكبرى مثل صفقة القرن وقرار الضم للضفة الغربية والأغوار الأردنية تضعنا أمام تحد كبير وفرصة كبيرة بنفس الوقت.
وعبر هنية عن اعتزازه بالمواقف الأردنية الرسمية والشعبية في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته ومقدساته.
وأوضح أن هناك 3 مشتركات بين الأردن وفلسطين، الأول تداعيات النكبة والنكسة كان تداعياتها على فلسطين والأردن في نفس الوقت، والمشترك الثاني أن التهديدات الاستراتيجية التي تمر بها القضية الفلسطينية اليوم تمر بها المملكة الأردنية الهاشمية كذلك، فالمخططات الحالية قائمة على الوطن البديل والتوطين والدولة الموحدة، والمشترك الثالث هو الموقف الثابت أردنيا وفلسطينيا الرافض لصفقة القرن وخطط التوطين والتنازل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وذكر ان اللاءات الثلاثة التي تحدث عنها الملك عبدالله الثاني هي ذات اللاءات لدينا نحن الفلسطينيين وحركة حماس وغالبية الأمة الإسلامية.
وأكد هنية على أهمية تنسيق المواقف مع المملكة الأردنية الهاشمية، فمواجهة الصفقة بحاجة لرسم استراتيجية متكاملة مركزها الشعب الفلسطيني بالأساس، فالعامل الفلسطيني هو العامل الأهم في مواجهة الاحتلال.
وأضاف هنية ” ندرك الأهمية القصوى للتنسيق الفلسطيني مع الامة والاردن بشكل خاص في مواجهة هذه الصفقة وهذا الخطر الداهم وضد صفقة القرت التي يجري تنفيذها على مدى السنوات الماضية وهي تمر حاليا في فصلها الأخير ”.
وبيّن أن عناصر الاستراتيجية المطلوبة لمواجهة المشورع الصهيوني ترتكز على عدة عناصر أبرزها الإعلان الحقيقي والجدي عن مغادرة حقبة أوسلو والاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال وفي مقدمتها التنسيق الأمني وغيرها من الاتفاقيات التي ضربت المشروع الفلسطيني في الصميم، مذكرا بترحيب الحركة بإعلان رئيس السلطة محمود عباس بوقف الالتزام بتلك الاتفاقيات.
والعنصر الثاني يتمثل إطلاق مشروع المقاومة الشاملة ضد الاحتلال بمختلف أشكال المقاومة الشعبية والاقتصادية والثقافية وعلى راسها المقاومة المسلحة ضد الاحتلال مشيرا الى ما حققته المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الماضية في غزة والضفة والقدس وإفشال مخططات الاحتلال وتمسك الشعب الفلسطيني في الشتات بحق العودة ورفض التنازل عن الثوابت الفلسطينية.
أما العنصر الثالث فهو الاتفاق على اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتضم كافة فصائل الفلسطينية وتكون ناظمة لقيادة الصف الفلسطيني، مضيفاً ” لا ندعو لإيجاد بديل عنها لكن لا نقبل أن يستمر اختطاف المنظمة مع إغفال قطاع واسع من الفصائل الفلسطينية الفاعلة على الارض، وتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت في القاهرة وبيروت “، كما أكد ضرورة بناء كتلة إقليمية تشكل شبكة أمان للموقف الفلسطيني القائم على المقاومة ومواجهة المشروع الصهيوني.
وأشار هنية إلى أن موضوع الصفقة التي أعلنتها الادارة الأمريكية خطرها باتجاهين أحدهما القضية الفلسطينية والآخر هو المنطقة، فالصفقة تهدف لإيجاد موقف سيادي للمشروع الصهيوني بحيث يكون صاحب القرار الأعلى في المنطقة.
ودعا إلى تخفيف التوتر في المنطقة وإيقاف الصراع الداخلي، لنقل الأمة من استراتيجية الدفاع والإسناد للشعب والفلسطيني إلى استراتيجية الشراكة في مواجهة الاحتلال، ولفت إلى أن جميع اتجاهات الاحتلال متفقة على قرار الضم وصفقة القرن، وهو ما يعني إنهاء أي محاولات للتواصل مع الاحتلال وبناء آمال سلام معه.
ودعا هنية أبناء حركة فتح لاتخاذ القرار التاريخي الحقيقي اليوم مع كل الفصائل لبناء برنامج وطني متفق عليه ونتفق على استراتيجية وطنية ونبني القيادة المشتركة لمواجهة المشروع الصهيوني، مؤكدا أن الهدف ليس تسجيل المواقف ولكن لأن المرحلة الفلسطينية الراهنة تبددت فيها كل الأوهام.
العضايلة: وحدة الموقف الأردني الفلسطيني هي بداية استراتيجية المواجهة مع الاحتلال
بدوره، قال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، مراد العضايلة، إن النكسة كانت نقطة تحول في الموقف العربي الفلسطيني، حيث تحول الموقف من المطالبة بكامل الأرض الفلسطينية إلى المطالبة فقط بالأراضي التي تم احتلالها في الخامس من حزيران 1967، وتواصل بعد ذلك مسلسل التنازلات العربية الرسمية نحو مسار التسوية والمعاهدات حتى وصلنا إلى صفقة القرن وقرار الضم، فما يحدث الآن سيؤدي إلى إزاحات جغرافية وسكانية فلسطينية تشكل خطرا داهما على الحق الفلسطيني والمملكة الأردنية.
وأكد العضايلة أن الاحتلال لم يبقِ للمفاوضين والسياسيين أي مجال، وأن صفقة القرن وقرار الضم ينهي كل المسارات السياسية وأنهت مسار أوسلو ووادي عربة، مضيفاً “الاحتلال لا يؤمن بشيء إلا بالتوسع والهيمنة وعمليا صفقة القرن تجلعنا في مرحلة جديدة تنهي وادي عربة واوسلو، وقرار الضم سيعزل مساحات واسعة من الضفة وإزاحة للتجمعات الفلسطينية بما يهدد الاردن ويعني تصفية القضية الفلسطيني، ويهدد الدور الاردني في الوصاية على المقدسات.
وأكد العضايلة ضرورة بناء استراتيجية جديدة أردنية وفلسطينية على أساس انتهاء مسار التسوية القائم على حل الدولتين ، مشيراً إلى أن موقف الملك عبدالله الثاني من اعتبار قرار الضم اعتداء على الأردن يمثل موقفاً حازماً رافضاً لهذه المخططات الصهيونية ويفتح الباب لعدة سيناريوهات للرد الأردني لا يستبعد منها حتى الرد العسكري.
وأكد أنه عندما يجتمع الموقف الأردني والفلسطيني الشعبي والرسمي فهذا هو بداية الاستراتيجية في مواجهة الكيان الصهيوني وثبات هذا الموقف هو الذي سيعظم الموقف العربي والإسلامي، وأن اجتماع الموقفين الأردني والفلسطيني قادر على تكرار تجربة معركة الكرامة في مواجهة الاحتلال، داعيا لعدم الالتفات للاختراق الذي قام به الاحتلال مع بعض الدول العربية في مجال التطبيع.
وبين العضايلة أن هناك دولا كثيرة عربية وإسلامية تدعم الموقف الأردني الفلسطيني في رفض قرار الضم، وتدعم الوصاية الأردنية على المقدسات العربية والإسلامية.
وشدد على رفض التطبيع مع الاحتلال بأي شكل كان، مؤكدا أن التطبيع خيانة للشعب الفلسطينية.
وقال العضايلة إن الشعب الفلسطيني لن يذوب والمقاومة مستمرة فغزة المحاصرة حاربت عدة حروب وانتصرت، والمرابطين في المقدس تصدوا لكل مؤامرات السيطرة على المسجد الأقصى، مبينا أن دعم المقاومة هو الطريق الأمثل لبناء استراتيجية مواجهة قرار الضم وصفقة القرن.
المرزوقي: مواجهة الاحتلال يجب أن تكون ضمن 3 دوائر
من جانبه، قال الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، إن الجميع كان يعي ان الاحتلال لا يريد السلام وإنما يريد استسلامنا، وما يحدث الآن من صفقة القرن هي طلب استسلام.
وأكد المرزوقي أن أمتنا لا تستسلم ولديها الوقت الطويل في المقاومة، ونحن نقاوم منذ أكثر من قرن وسنبقى كذلك.
وأوضح أن المواجهة مع الاحتلال يجب أن تكون وفق 3 دوائر؛ الأولى فلسطينية فأهل فلسطين أدرى بشعابها ويجب التوحد الداخلي، والثانية هي الدائرة العربية فمستقبل فلسطين من مستقبل الأمة العربية مشددا على أهمية مواجهة الاستبداد العربي، أما الدائرة الثالثة فهي دائرة التضامن الإسلامي والمرتكز على الدور التركي.
ولفت إلى أننا نعيش فترة قذرة تريد أن تقبل اليد التي تصفع وتعض اليد التي تقدم لنا العون.
وأكد أن الشعب الفلسطيني انتهكت كل حقوقه وله كامل الحق في المقاومة، داعيا للمقاومة الشاملة ضد الاحتلال بكل أشكاله.
وبين المرزوقي أنه رغم كل المآسي وأن خطورة التحدي الذي فرض علينا سيرفعنا لمستوى التحدي فالأمة العربية الإسلامية لا يمكن أن يُفرض عليها شيء ولو قاومنا قرونا طويلة.
أقطاي: مساعدة تركيا لفلسطين يعني الارتباط بجذورنا ومساعدتنا لأنفسنا
من جهته، قال ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي والقيادي في حزب العدالة والتنمية، إن تركيا حكومة وشعبا هي مع القضية الفلسطينية، مذكرا بأسطول الحرية التركي الذي انطلق قبل 10 سنوات لكسر الحصار عن غزة.
وبين أقطاي أن كل الاتجاهات السياسية التركية كلهم توحدوا دعما للقضية الفلسطينية، رغم ان هذه الاتجاهات لم تتفق تجاه أي قضية أخرى.
وقال إن قضية فلسطين والقدس هي امتحان من الله عز وجل، ولا بد أن نذكر أن القدس تعرضت للاحتلال الصليبي لـ100 عام ولكنهم رحلوا والاحتلال الصهيوني لمدة 72 سنة فقط وهذا في تاريخ الانسانية ليس رقما كبيرا.
وذكر أن المسلمون غُلب عليهم من القوى الاستعمارية ومن هنا جاء تأسيس الكيان الصهيوني بقرارات بريطانية.
وقال إن من يدير العالم الإسلامي دويلات لا تهتم بالإسلام وبالعالم الإسلامي والقضية الفلسطينية وتركيا مثلا فُرض عليها سابقا أن تكون بعيدة عن العالم الإسلامي وحتى عن عالم الأتراك أنفسهم.
وبين أن حتى الدول التي دعمت صفقة القرن في النهاية لم تتمكن من تجاهلها وقالت إن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المركزية.
وأشار إلى أن مساعدة تركيا لقطاع غزة هدفها مساعدة تركيا وإحيائها بهذه المساعدة لأن تجاهل فلسطين يعني نهايتنا فجذورنا في فلسطين والقدس والعالم الإسلامي، فتجاهلها ونسيانها يعني بعدنا عن أنفسنا وجذورنا.
وأوضح أن الدعم التركي ورغم مجابهته بهجوم صهيوني ومن كل الجهات وبعضها إسلامي زادنا قوة، والقضية ستحيي الأمة إن شاء الله.