تألم الأردنيون لقرار حل نقابة المعلمين نقابةالمجتمع الأردني وكبرى النقابات المهنية ( فهي من تمثل ما يزيد عن ١٤٠ ألف معلم ومعلمة) ومن خلفهم مليونا طالب وطالبة.
والتهمة: التبرع للوطن !
وهنا يحق لكل أردني غيور أن يسأل: هل التبرع للوطن جريمة ؟ !
ولماذا يرسل رئيس الوزراء السابق كتاب شكر بذلك ؟
ليصار بعدها إلى تجريم النقابة وحلها.
وكيف يتحول الشكر بين عشية وضحاها إلى عقاب ( فما السر وراء ذلك)؟!
و لماذا الكيل بمكيالين؟
فهناك العديد من النقابات ومؤسسات المجتمع المدني قد تبرعت .
فلماذا تحاكم نقابة المعلمين فقط ؟
وهنا نؤكد الحقائق التالية:
- إن حل النقابة خطأ تاريخي في حق الوطن ، وجريمة في حق الأجيال القادمة.
- إن نقابة المعلمين أكبر رافعة للإصلاح وهي صاحبة الوصاية على أبنائنا أجيال الغد وبناة البلد.
وإن حلها إيذان بتصدع ما تبقى من إصلاح .
*إن أكبر خاسر حقيقي في وأد النقابة وقتل هذا الإنجاز العظيم هو الوطن الذي هو أمانة الله في أعناقنا جميعا ، فلا تضيعوا أمانته.
*إن من الخطأ الجسيم أن يقبل صاحب القرار أن تشوه صورة الديمقراطية لوطننا الحبيب أمام دول العالم ونقابات المعلمين فيها و منظمات حقوق الانسان ، بمخالفته للأعراف والمواثيق النقابية والإنسانية العالمية !
وهنا لا بد أن نقول :
أما النقابة فلن تضروها إلا أذى ؛
فهي نبتة مباركة أينعت ثماراً طيبة.
فأصبحت شجرة عظيمة باسقة تعانق السماء علوا وتحاكي الجبال شموخا.
وارفة ظلالها ثابت أصلها وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
ستبقى حية متعملقة متجذرة متأصلة في أعماق هذا الوطن الحبيب وفي قلوب فرسانها وفارساتها (المعلمين والمعلمات) عصية على كل من مكر بها أو أراد بها سوءاً يمثلها مجلسها الكريم المنتخب .
و أخيراً :
فإن من الفطنة أن تبقى النقابة معززة مكملة لمنظومة التربية والتعليم ، وأن يبقى لهذا الجسم العظيم رأس حكيم يقوده و يتم التفاوض معه . وإلا فلن يتخلى المعلمون عن نقابتهم مهما تكن التضحيات .
وعليكم بعد ذلك أن تفاوضوا مئة وأربعين ألف معلم ومعلمة في حراكهم العظيم .
( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ).
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)