العضايلة: العبث بهوية البلاد هوعبث باستقرار البلاد ومستقبل أجياله
سعيد: المجتمعات الإسلامية تعيش حالة خطيرة بسبب فناء الهوية
أكد المشاركون في الملتقى الوطني للدفاع عن الهوية العربية والإسلامية الذي دعا له حزب جبهة العمل الإسلامي مساء اليوم على ضرورة تشكيل هيئة وطنية لحماية هوية المجتمع وتكاتف الجهود وبلورة رؤية وطنية في مواجهة ما تتعرض له هذه الهوية من حملة ممنهجة تسعي لتفكيك المجتمع وإضعافه عبر استهداف الأسرة والمناهج والاخلاق والقيم، سعياً لإضعاف الدولة لصالح مشاريع تستهدف الأردن والأمة العربية والإسلامية.
وأشار رئيس لجنة الفضيلة في “العمل الإسلامي” أحمد الزرقان الذي أدار أعمال الملتقى بحضور حشد من الشخصيات الحزبية والسياسية والوطنية وعلماء الشريعة، إلى أن هذا الملتقى يأتي بعد تفاقم الهجمة التي تستهدف هوية الأمة العربية والإسلامية التي حفظت المجتمعات الإسلامية على مدى أربعة عشر قرناً مستندة لمقومات عديدة على رأسها العقيدة الإسلامي، وانتجت حضارة شهد لها العالم وحافظت على كرامة الإنسان وصنعت نهضته، مشيراً إلى ضرورة التصدي لهذه الهجمة، كما استعرض عدداً من الخطوات التي قام بها الحزب في هذا الصدد.
العضايلة: العبث بهوية البلاد هوعبث باستقرار البلاد ومستقبل أجياله
وأكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة أن هوية المجتمع تمثل مرتكزأ أساسياً لاستقرار البلاد وقوتها، وأن أي مجتمع تغيب فيه الهوية أو تضعف فيه سيكون ضعيفاً أمام أي استهداف خارجي، معتبراً أن الأردن يتعرض منذ توقيع اتفاقية وادي عربة لحملة ممنهجة لإضعاف الدولة وتفكيك مؤسساتها، إضافة لهجمة حقيقية على هوية المجتمع وتماسكه واستهداف مؤسسة الأسرة والسعي لتفكيك المجتمع.
وأضاف العضايلة ” الشعب الأردني عرف عنه على الدوام بأنه مجتمع متعلم مثقف عروبي وإسلامي متماسك مناصر لقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ويرفض كافة أشكال التطبيع ويقف سدا منيعا في وجه التهديدات الخارجية ومخططات المشروع الصهيوني، فيما اليوم يتم إغراق المجتمع الأردني بالآفات المجتمعية وتفشي الجريمة ومنها المخدرات حيث أنه اعتقل العام الماضي ٢٩ ألف متورط في قضايا المخدرات وارتفع معدلها خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة ٥٠٠% ، واغراق البلد بما يسمى الحفلات الفنية الخارجة عن قيم المجتمع وثوابته، وتمويل بمئات الملايين لحملات فرض الجندر على الأردنيين، واستهداف المناهج التي باتت بلا هوية وبعيدة عن أهداف وزارة التربية والتعليم”.
واكد العضايلة أن الشعب الأردني بمسلميه ومسيحييه ثقافتهم عربية وإسلامية، وانهم يرفضون أي نموذج يشوه هوية المجتمع الأردني، مشيراً إلى أن الدعوة لهذا الملتقى يأتي تأكيداً على مسؤولية الجميع في مواجهة الحملة التي تستهدف هوية المجتمع العربية والإسلامية، مضيفاً ” هذا البلد بني نظامه السياسي على شرعية الإسلام وشرعية العروبة، ومن يستهدف هوية المجتمع يستهدف النظام السياسي ويسعى لإضعاف الدولة، والعبث بهوية البلاد هوعبث باستقرار البلاد ومستقبله، والمجتمع فيه من عناصر القوة ما يجعله قادراً على التصدي لهذه الهجمة، لذا نريد الخروج بمخرجات حقيقية للحفاظ على هوية الأردن الذي يحتضن جثامسين آلاف الصحابة ولن يحيد عن هذه الهوية”.
سعيد: المجتمعات الإسلامية تعيش حالة خطيرة بسبب فناء الهوية
فيما حذر رئيس مجلس علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور همام سعيد من خطورة ما تتعرض له هوية المجتمع من استهداف مضيفاً “أصبحت المجتمعات الإسلامية معرضة للفناء عبر فناء الهوية وفناء الشخصية، اليوم تعيش المجتمعات حالة خطيرة ، ومن مظاهر ذلك انتشار الإلحاد بين الشباب مما يهدد الأجيال القادمة، الأمر الذي يتطلب التصدي له من قبل العلماء ومختلف الجهات، إضافة لما تتعرض له الأسرة من حملة تحت عنوان قوانين سيداو ومحاولة فرضها على المجتمع بما يهدد وجود الأسرة ويدعوا للرذيلة، وما تتعرض له الأخلاق بشكل عام من استهداف ونشر الحرام والتضييق على الحلال”.
وأكد سعيد ضرورة العودة للقيم وربطها بالعقيدة، وضرورة التوحد والعمل للحفاظ على هوية المجتمع ، معتبراً أن القيم المنفصلة عن العقيدة لا تصمد، مضيفاً ” مما يهدد هويتنا المعاهدات التي تجعل اليهود آمنين في بلاد العرب والمسلمين وتفتح لهم أبواب المجتمعات العربية والإسلامية لينفذوا مخططاتهم في تفكيك هذه المجتمعات، كما دعا لبلورة برنامج عملي لمواجهة ما تتعرض له الهوية العربية والإسلامية من تهديدات خطيرة، ودعا لمأسسة هذا الملتقى والعمل وفق برامج عملية لتكريس نموذج يستفاد منه في المجتمعات العربية والإسلامية لمواجهة ما تتعرض له الهوية العربية والإسلامية.
من جهته انتقد النائب صالح العرموطي الحديث عن الهوية الجامعة معتبرا أن ذلك يشكل مدخلا للمساس بهوية الدولة، كما حذر من العبث بالدستور ومساعي إقرار مواد تحت عنوان عدم التمييز بين الرجل والمرأة، ضمن مساعي تمرير اتفاقية سيداو في القوانين الأردنية، كما استهجن ما يجري من عمليات التضييق الذي تتعرض له المساجد ودور تحفيظ القرآن ومنابر التوجيه والإرشاد، وعلى أهمية الحفاظ على اللغة العربية ، مؤكداً أن التفريط بالهوية تفريط بالدين والوطن.
فيما أكد أمين عام حزب الجبهة الاردنية الموحدة فاروق العبادي ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية وأن تكون هناك خارطة طريق للحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية، مشيراً إلى أن الدولة تأسست على شرطين بأن ينطلق الدستور على الاسلام والعروبة، فيما اعتبر العبادي أن الحديث عن الهوية الجامعة يسعى لتغيير الهوية الأردنية بما يخدم المخطط الصهيوني، مطالباً بالتصدي لمحاولات العبث بالدستور.
المنسي : ضرورة عقد مؤتمر سنوي موسع لحماية الهوية العربية والإسلامية وقيم المجتمع
فيما دعا الدكتور إبراهيم المنسي على ضرورة لعقد مؤتمر سنوي موسع لحماية الهوية العربية والإسلامية وحماية قيم المجتمع بمشاركة مختلف القوى السياسية والمجتمعية والعربية بما يخدم الوطن والامة، كما جعا لتصدير مشروع الحديث الشريف المعاصر الذي يقوم عليه الدكتور همام سعيد، والعودة إلى الشريعة لإعادة تصدير قيم الحضارة الإسلامية للمجتمع، مضيفاً ” من يملك القيم سيملك القوة، وأن معين هذه القيم هو القرآن الكريم والسنة النبوية، مما جعل هذه القيم في العالم العربي والإسلامي هدفاً لأعداء الأمة، مما يتطلب العمل على إعادة تصدير هذه القيم للعالم”.
العتوم : ضرورة وجود هيئة وطنية لحماية المناهج مما تتعرض له من محو للهوية العربية والإسلامية
من جهتها أشارت النائب السابق هدى العتوم إلى ما تعرضت له المناهج الدراسية الأردنية من حملة ممنهجة لتفريغها من الهوية العربية والإسلامية من خلال المركز الوطني للمناهج الذي وصفته بغير الدستوري، والذي يقوم على إعداد المناهج دون تحديد الإطار العام الذي يجب أن تسند إليه المناهج، وتقليص بما يتماشى مع حملة منظمة تستهدف دول العالم العربي والإسلامي.
وأشارت العتوم إلى دراسة أعدت حول المناهج وما تؤكده من تقليص كبير للآيات القرآنية والاحاديث والسيرة النبوية وسير الصحابة، والحديث عن التاريخ العربي والإسلامي والأردني، وتقليص الحديث عن القيم والاخلاق في العديد من المواضع في المناهج الدراسية لا سيما في مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعية، حيث أكدت العتوم ضرورة وجود هيئة وطنية لحناية المناهج مما تتعرض له من استهداف خطير.
الغويري : حالة الوعي لدى المجتمع كفيلة بإسقاط الحملات التي تستهدف هويته
فيما حذر العميد المتقاعد المهندس عبد الكريم الغويري من خطورة ما تتعرض له هوية المجتمع من استهداف، معتبراً أن هذه المؤامرات ستسقط أمام وعي الشعوب العربية والإسلامية وتصديها لهذه الحملات، كما حذر مما وصفه بتسلل حالة اليأس والإحباط في المجتمع تجاه تعاظم القوى المعادية لقيم المجتمع وهويته العربية والإسلامية، ما يتطلب بث روح الامل والتفاؤل بين أفراد المجتمع نحو تحقيق الريادة المطلوبة.
في حين دعا القيادي في الحركة الإسلامية الدكتور رامي عياصرة عن تشكيل هيئة وطنية لصياغة مبثاق وطني أردني يحدد ملامح هوية المجتمع الأردني لتكون خطوطاً حمراء يمنع المساس بها، مضيفاً ” نشعر بحالة الألم التي تصيب الأردنيين نتيجة مشاعر الخوف على هوية الدولة مع دخولها المئوية الثانية من عمرها”، مؤكداً ان المشكلة اليوم سياسية بنيوية يتحملها النظام السياسي نتيجة أزمة المواطن مع مؤسسات الدولة، مضيفاً ” الهوية الأردنية العربية الإسلامية راسخة لا خوف عليها، لكن الخشية من تمكين فئة معينة تغريبية تريد فرض ثقافتاها على المجتمع والتي لا تجد تربة خصلة لقبول هذه الثقافة التي يرفضها المجتمع، لذا يجب إبعاد المساس بالهوية عن أي خلاف سياسي”.
من جهته أكد على ضرورة دعوة مختلف القوى السياسية والمجتمعية لبلورة رؤية وطنية للدفاع عن هوية المجتمع العربية والإسلامية، كما دعا لمقاضاة وزارة التربية والتعليم نتيجة ما يجري من إعداد مناهج تتناقض مع رسالة وقانون التربية والتعليم، فيما أشار إلى اهمية القيم الإسلامية في بناء الحضارة والنهوض بالمجتمعات.
فيما أشار النائب ينال فريحات إلى احتفاء المنظمات اليهودية والعربية بما تحقق من تغيير للمناهج الدراسية في دول العالم العربي والإسلامي لسلخ الأجيال عن هويتها، كما خطورة إصرار عدد من الجهات لتضمين تعديلات دستورية تشكل مدخلاً لاتفاقية سيداو مستقبلاً في القوانين الأردنية، وما يجري من حملات ممنهجة لاستهداف قيم المجتمع وأخلاقه وعبر أدوات رسمية.
ودعا فريحات لاستخدام كافة الأدوات المتاحة للحفاظ على هوية المجتمع ، بما في ذلك إنشاء منصة الكترونية تضم مختلف ال لرصد أي انتهاكات لهوية المجتمع وقيمه وثوابته والرد عليها والتصدي لها، كما أكد على أهمية دور المرأة في هذا الصدد من خلال تربية النشئ، إضافة لدور الشباب في التصدي للحملات المشبوهة ضد هوية المجتمع.
من جهته أكدت النائب السابق الدكتورة حياة المسيمي أن استهداف هوية المجتمع تبدأ من حلال استهداف لبنة الأسرة والمرأة، معبرة عن أملها بعدم تمرير التعديلات الدستورية التي تتحدث عن التمييز وتسعى لتمرير مفاهيم سيداو ضمن التشريعات الأردنية بما يمس ثوابت المجتمع وقيمه.