*العضايلة: الشعب الأردني والجيش العربي جزء من معركة التحرير وقادرون على تجديد معركة الكرامة ولن توقفهم اتفاقيات وادي عربة والتطبيع
نوفل: معركة الكرامة نقطة مضيئة في تاريخ الأمة ونبحث عن كرامة جديدة عبر رص الصفوف
*مقابلة: عقيدة الجيش العربي لن تتغير و ستبقى ترى في الكيان الصهيوني العدو الرئيس للأمة
*الضمور: ضرورة بناء استراتيجية وطنية رسمية وشعبية لحماية الأردن والتصدي لمشاريع التطبيع
*التميمي: وحدة القلوب وهدفها نحو هزيمة العدو أبرز أسباب الانتصار في الكرامة التي ورثنا معانيها عن الجيش العربي
أكد المتحدثون في المهرجان الذي أقامته الحركة الإسلامية مساء اليوم في ذكرى معركة الكرامة تحت عنوان “شهداؤنا عنوان الكرامة” على ما تمثله معركة الكرامة من عنوان لكرامة الأمة وعزتها ، وأن الأردنيين قادر على إعادة إنتاج ما سطره الحيش العربي من ملحمة بطولية كسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وطالب المتحدثون في المهرجان الذي قدمه الإعلامي حاتم الهرش وأقيم في الساحة المقابلة لمقر حزب جبهة العمل الإسلامي بضرورة ترسيخ معاني معركة الكرامة في نفوس الأمة والأجيال، وعلى ضرورة استكمال مسيرة الكرامة عبر دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الاحتلال وأن الشعب الأردني سيظل جزءا من معركة التحرير.
وأكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة أن معركة الكرامة تمثل عنواناً للكرامة والصراع مع الاحتلال وأنها لم تكن معركة عسكرية فحسب أو فاصلة زمنية فحسب بل كانت عنوان لإستعادة الأمة هيبتها وعزتها وكرامتها فهي أمة الجهاد والتضحية بعد أن ساد اليأس والنكسة وتوهم جيش الاحتلال بأنه لن يقهر وأن المعادلة طويت لصالحهم بعد انتصارهم في ثلاث معارك، فكان قدر الله أن يأتي جيش الاحتلال لموقع بلدة الكرامة لترتفع كرامة الأمة على يد بواسل الجيش العربي الذي هزم العدو الصهيوني وأخرجه من أرض المعركة.
وأضاف العضايلة ” الكرامة إرادة وعندما تختل الموازين ترتفع قيمة الشهادة فالشهداء هم عنوان الكرامة فهم من يتقدمون ليعيدوا للأمة كرامتها وعزتها، ونحن عندما نحتفل في الحركة الإسلامية بهذه المعركة نريد أن نقول إن الشعب وجيشه مستعدون لمعركة التحرير ولن تقيدهم وادي عربة ولا غيرها من الاتفاقيات، وهم جزء من معركة التحرير ولن نسكت على اعتداءات الإحتلال، ونقول لنتنياهو إياك وصبيانك من المساس بالمسجد الاقصى فمعرمة الكرامة ستتجدد باذن الله ولن توقفنا لا اتفاقيات أمنية ولا لقاءات العقبة أو شرم الشيخ فهذا الجيش والشعب وهذا البلد اختاره رسول الله ليكون بوابة الفتح للمسجد الأقصى”.
وأضاف العضايلة “نحن اليوم في لحظة مهمة لن توقفها مشاريع التسوية التي انتهت إلى الفشل، وها هم اليوم يبحثون فقط عن التهدئة عبر مؤتمرات العقبة وشرم الشيخ، فهل هذه المؤتمرات ستحمي المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني وهل تحمي الدور الأرضي في المسجد الأقصى، الدور الأردني هو عبر الالتحام مع معركة الشعب الفلسطيني الذي قامت إرادة التحرير لديه ويتقدم شبابه للشهادة في الضفة الغربية دون تردد بعد أن تخلى عنه النظام الرسمي، ونحن مع الشعب الفلسطيني حتى نلتحم معهم وتتحقق معركة التحرير التي تقوم بالشهادة ونحن من نصنع ميزان القوة عبر الشهادة والشهداء، ونقول للشعب الأردني استعدوا لمعركة التحرير وها هم اليوم يستعدون لسيناريو معركة القيامة”.
وقال العضايلة “إنها لحظة فارقة وعلى الجميع أن يدرك موقفه وموقعه من هذه المعركة التي ستكون عنوان التغيير ولا يمكن أن يكون الأردنيين خارج هذه المعركة كما كانوا على الدوام في مقاومتهم للمشروع الصهيوني ولن يتأخروا عن هذه المعركة دعماً وإسناداً ومشاركة في التحرير”.
فيما أكد الداعية الدكتور أحمد نوفل أن يوم الكرامة يوم من أيام الله التي ينبغي أن يتم التذكير به كان يوما أغر وكان المكان بإسم الكرامة لتستعاد فيه الكرامة بعد أن مرغت كرامة الأمة بعد حرب حزيران التي أضاعت الأرض والمقدسات، مضيفاً ” كانت الكرامة في الربيع لتعود الحياة إلى النفوس والقلوب والثقة بالنفس بعد نصر صنعه الشهداء من الجيش العربي وقائدهم مشهور حديثة الجازي ورجال المقاومة ونستذكر الصراع مع العدو الصهيوني الذي أراد فرض حقائق على الأرض لتثبيت مشروعه بأن دولته من الفرات إلى النيل”.
وأضاف نوفل “الكرامة ليست فعلا ماضياً بل فعل مستمر في كل حين وليست درساً فقط في التاريخ بل سنة من سنن الله في التاريخ وستظل نقطة مضيئة في التاريخ ونبحث عن كرامة جديدة عبر رص الصفوف لإستعادة ما فقدت الأمة وعلى رأسها جوهرة الأرض مدينة القدس وجوهرها المسجد الأقصى الذي هو في عين العاصفة ولن نعترف لهم بما قاموا باحتلاله، فمعركة التحرير القادمة أمر حتمي “.
وأكد نوفل على ضرورة زرع معاني معركة الكرامة في نفوس الجيل والأبناء وعبر المناهج التعليمية حتى لا ينسوا التاريخ ولتترسخ فيهم معاني العزة والتضحية لصناعة كرامة جديدة.
فيما تحدث العقيد المتقاعد الدكتور محمد مقابلة عن دروس معركة الكرامة التي سطرها جنود الجيش العربي دفاعاً عن الأردن وفلسطين وعن كرامة الأمة وعزتها، واستعراض عدد من ملاحم البطولة لبواسل الجيش العربي مستذكرا تضحيات والده الذي أصيب بشظايا في صدره خلال المعركة كان يعتبرها وساماً عبر التضحية دفاعاً عن القدس والأردن وغير ذلك من تضحيات زملاءه خلال المعركة في مواجهة العدو الصهيوني.
وأكد مقابلة أن عقيدة الجيش العربي والشعب الأردني تقوم على أن الكيان الصهيوني هو العدو الأول للأمة وأن لا تنازل عن التحرير للأرض والمقدسات.
وتضمن المهرجان وصلات إنشادية للفنان سائد العجيمي عبرت عن الاعتزاز ببطولات الجيش العربي في معركة الكرامة وما سطروه من ملاحم في مواجهة العدو الصهيوني، إضافة إلى مقاطع فيديو عن معركة الكرامة.
فيما أكد القيادي في الحركة الإسلامية الدكتور سائد الضمور على أن معركة الكرامة مسار قوة وتحرر ونهوض للأمة وتأكيد على بوصلة الأمة السليمة في صراعها مع الاحتلال وأن وحدة الصف الداخلي وتماسكه كفيلان بوضع حد لغطرسة العدو الصهيوني، مشيراً إلى ما تمر به فلسطين من استمرار لجرائم الاحتلال واعتداءاته على الأرض والمقدسات.
وأشار الضمور إلى تعامل الاحتلال للقاءات الأمنية التي عقدت في العقبة وما سبقها وما يتبعها من لقاءات في شرم الشيخ كغطاء لعدوانه ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات ، وأن إستضافة مثل هذه اللقاءات في الأردن يتناقض مع التصريحات الرسمية ضد مخاطر حكومة الاحتلال الصهيوني.
وأكد الضمور على واجب الدفاع عن قوة الوطن في وجه مساعي إضعافه والمس بنسيجه المجتمعي، وضرورة غرس معاني معركة الكرامة في نفوس أبناء الأردن وضرورة بناء استراتيجية وطنية رسمية وشعبية لحماية الأردن والتصدي لمشاريع التطبيع وإلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، ورفض أي مساس بالمسجد الأقصى والوصاية الأردنية عليه ودعم صمود المرابطين والمقاومة على أرض فلسطين.
فيما تحدثت الأسيرة المحررة أحلام التميمي عن مشاعر الفخر بما حققه بواسل الجيش العربي وشهداءه في معركة الكرامة، كما استذكرت تاريخ والدها عارف التميمي ومشاركته في معركة الكرامة الحاملة لإرثه البطولية وإرث الجيش العربي وقوله ” الأردن بلدنا وهي حاربت اليهود بقرار من الملك حسين”، ونقلت عنه حديثه عن زيارته الملك حسين للكتيبة العسكرية التي كان يخدم بها والدها ومجالسته لأفراد هذه الكتيبة و عن الطائرة الصهيونية التي أسقطها الجيش برصاصة واحدة وأن الأوامر كانت تؤكد على القتال حتى آخر رصاصة، وكيف أنه واصل القتال حتى انفجر به لغم تسبب يتفتت ركبته لكنه لم ينسى يوم المعركة وظل يذكرها رغم إصابته بمرض الزهايمر وظل يذكر رقمه العسكري.
وأشارت التميمي إلى أن المعركة جاءت بسبب قرار الأردن احتضان الفدائيين الفلسطينين والدفاع عن حدوده، مضيفة ” هذا الأردن الذي نعرف الذي يؤمن بحق الفلسطينيين في تحرير بلادهم والعيش على أرض الاردن بعزة وكرامة فهذا قرار هاشمي أصيل ونحن أبناء هؤلاء الفدائيين ورثنا حب الأردن وتناقلنا العهد الدفاع عن أرضها أمام كل تهديد”.
وأشارت التميمي إلى أن أهم أسباب الانتصار وحدة القلوب وتوحد هدفها نحو هزيمة العدو، مضيفة “ستبقى الكرامة تدعونا للوحدة ونصرة الشعب الفلسطيني وتأكيد أن خط المقاومة هو الخط الأنجع وليس خط التطبيع والمعاهدات ونؤكد أننا أردنيين حتى النخاع ندافع عن الأردن والقدس بالدم والروح ونرث معنى الكرامة من الجيش الأردني الذي صوب الهدف نحو القدس”.