أكد المشاركون في الندوة التي أقامتها لجنة فلسطين في حزب جبهة العمل الإسلامي تحت عنوان ” الفن في خدمة قضية الأسرى”، على ما يشكله الفن الهادف كأحد أدوات العمل المقاوم للاحتلال، وضرورة بناء منظومة متكاملة للعمل الفني الذي يخدم قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية الأسرى في سجون الاحتلال والتعريف بقضيتهم ودعم صمودهم وصمود ذويهم وفق نهج مؤسسي في مواجهة ما يقدم من أعمال فنية مسيئة لقضايا الأمة ولنضال الشعب الفلسطيني وتخدم مشاريع الاحتلال.
وأشار مقدم الندوة نعيم جعابو إلى ما تشكله عملية تهريب النطف للأسرى في سجون الاحتلال من شوكة في حلق العدو الصهيوني، وما تشكله هذه العملية من مقاومة للسجان الذي يسعى لكسر صمود الأسرى الذين يواجهون الاحتلال بكل بسالة، ويصنعون الحياة والأمل من خلف القضبان رغم كل المعيقات، مستنكراً ما تضمنه فيلم أميرة من إساءة لقضية الأسرى، معتبراً أن فصول المعركة مع الاحتلا لم تتوقف يوماً وسيتواصل الصراع معهم حتى تحقيق النصر والتحرير ودحر الاحتلال.
فيما أكد مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب منير رشيد إلى أهميية الفن الهادف في خدمة قضايا المجتمع ورفع الوعي وتعزيز القيم والحفاظ على نسيج المجتمع والدفاع عن ثوابته، كما عبر عن شكره للشعب الأردني بأفراده وقواه الحية وفنانيه ومؤسساته الذين ساهموا في سحب الفيلم المسيء للأسرى وذويهم وإلى نضالات الشعب الفلسطيني وإلى الأمة ووجدانها.
وأضاف رشيد ” الأسرى مبدعون في التصدي للاحتلال ومبدعون في العيش داخل المعتقل وترسيخ روح الحياة والامل والتصدي لمحاولات كسر إرادتهم والخروج من قيد السجان، وتهريب نطفهم ليمتد وجودهم إلى خارج السجن ليحمل أبناؤهم مشعل الثورة؟، ولتشاركهم زوجاتهم في النضال ورعاية جيل مقاوم، فالأسرى غصة في حلق عدوهم ويستحقون إنتاج أعمال فنية تدعم صمودهم وصمود ذويهموإبراز قضيتهم وتضحياتهم”.
من جهته أشار المخرج زيد غزال عضو نقابة الفنانين إلى أهمية الدراما كأحد اهم أدوات التعبير وأثرها الكبير لدى المتلقي وقدرتها على التأثير لدى جمهورها الواسع من خلال أدوات العمل الفني، الأمر الذي دفع الطرف الآخر لإيجاد منظومة للعمل الفني من خلال إيجاد الأفكار والسيناريو وقولبتها بشكل مؤثر والإنتاج بتمويل ضخم مؤثر جاذب للمشاهد وفق رؤيته وأفكاره التي تتعارض مع المجتمع العربي والمسلم.
وأكد غزال ضرورة تشكيل منظومة متكاملة للعمل الفني وفق عمل مؤسسي مبني على أفكار واضحة تخدم الرسالة والقيم المراد الدفاع عنها والترويج لها وترسيخها لدى الجمهور، بما في ذلك التعريف بقضية الأسرى وذويهم وصمودهم في وجه ممارسات السجان الصهيوني ومحاولات كسر إرادتهم، مع ضرورة توفير الدعم اللازم لمثل هذه الجهود من قبل مختلف الجهات.
وأشار غزال إلى أنه وخلال السنوات الأخيرة جرى اللجوء للترويج للتطبيع مع الاحتلال وثقافة التعايش مع اليهود عبر انتاجات الفنية من خلال مسلسلات عربية، بما في ذلك محاولات إنتاج فيلم جابر في الاردن، وإنتاج مسلسل بإسم المسيح الذي يصور مناطق أردنية على أنها مواطن اليهود، إضافة للإنتاجات التي استهدفت منظومة القيم والأخلاق في المجتمع الأردني ، وبناء نموذج للشباب المتحلل من قيم المجتمع وثوابته.
واعتبر غزال أن فكرة فيلم أميرة إسرائيلية بامتياز عبر ما وصفه بعملية الإحباط الهجومي والتشكيك بجدوى ما يقوم به الأسرى فيما يتعلق بعملية تهريب النطف والتشكيك بنسب أبناء النطف من أبناء الأسرى في سجون الاحتلال والطعن بشرف ذويهم ، كما اعتبر أن الترويج للفيلم في شهر ديسمبر بعد ٣ شهور على إنتاجه جاء ردا على عملية نفق الحرية الأسرى جلبوع الذي صفعوا الاحتلال وفي محاولة لكسر ارادتهم.
وتخلل الفعالية عرض فيديو حول عملية تهريب نطف الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وعرض قصة ولادة طفلة للأسير وليد دقة عبر تهريب النطف، إضافة إلى عرض فيديو حول تجربة ولادة طفل للأسير الأردني علي نزال عبر تهريب النطف.
فيما استعرضت هنادي المغربي زوجة الأسير أحمد المغربي من بيت لحم تجربتها مع عملية تهريب النطف من قبل زوجها الأسير المعتقل منذ عام 2002، قضى منها 11عاماً في السجن الانفرادي، وولادة طفلتيهما عبر عملية تهريب النطف التي تتم بسرية وخصوصية تامة وبضوابط شديدة.
كما أشارت المغربي إلى ما تعرضت له من تضييق من قبل إدارة السجون فيما يتعلق بالزيارة بعد نجاح عملية تهريب النطف، فيما استنكرت ما تضمنه فيلم أميرة من إساءة لذوي الأسرى من قبل فنانين عرب، مؤكدة على ضرورة منع هذا الفيلم ووقفه بشكل تام، كما أكدت أن مثل هذه الإساءات لا تنال من عزيمة الأسرى وذويهم وأبناءهم وتضحياتهم.
فيما تحدث محمد نزال شقيق الأسير الأردني علي نزال حول تجربة ولادة طفل لشقيقه الأسير عبر عملية تهريب النطف، وانضمامه للمقاومه وعمله معها بشكل سري، فيما تم أسره من قبل جنود الاحتلال خلال عملية مداهمة والكشف عن مخزن للأسلحة بعد عملية للمقاومة ضد جنود الاحتلال ونسف منزله بعد ذلك، فيما قرر الأسير نزال تهريب النطفة كرسالة حقيقية في مواجهة مساعي الاحتلال للقضاء على المجتمع المقاوم وتأكيد الوجود رغم أنف السجان الصهيوني” بهذه النطف المهربة استطاع الأسرى أن يرسلوا للعالم رسالة أنهم ورغم السجان قادرون على إخراج جيل مقاوم”.
كما أكد نزال على أهمية الفن في ترسيخ ثقافة المقاومة في المجتمع والتصدي لمحاولات زرع روح اليأس والإحباط والتسليم للاحتلال، ودعم قضية الأسرى وصمودهم وصمود ذويهم.
من جهته أكد المخرج نورس أبو صالح على ضرورة وجود استراتيجية ومنظومة واضحة للعمل الفني تقوم على أساس الفعل وليس ردة الفعل وتكون هذه الإنتاجات بصورة منتظمة، مشيرا إلى أن قضايا الأمة تصنف ضمن القصص الحقيقية الأصيلة التي تستحق كل منها أن تتجسد في أعمال فنية لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأسرى، مؤكداً أن الفراغ القائم في هذا الصدد يتم ملؤه من قبل أطراف أخرى وفق رؤيتهم وأفكارهم، فيما أشار إلى التجربة التركية في هذا المجال.
وأشار أبو صالح إلى أن عالم الإنتاج الفني خاصة فيما يتعلق بصناعة الأفلام يتطلب دعماً مؤسسياً وليس عبر مجهودات فردية، وبحاجة إلى تحديد للأولويات بما يخدم قضايا المجتمع والأمة والتسويق لها.