نظم القطاع النسائي في حزب جبهة العمل الإسلامي ندوة تحت عنوان “المرأة
والعنف”، حيث أكدت المشاركات في الندوة ضرورة معالجة أسباب استمرار ظاهرة
العنف ضد المرأة، مع توعية المجتمع وتحذيره مما تتضمنه عدد من التافقيات
الدولية المعنية بالمرأة من استهداف لمنظومة القيم ومنظومة الأسرة تحت
مسميات تحرر المرأة.
وأكدت المشاركات في الندوة التي أدارتها الدكتور ديمة طهبوب على مكانة
المرأة في الإسلام، وما كفله من حقوق المرأة، كما شددن على ضرورة توعية
المجتمع بمختلف الوسائل حول حقوق المرأة التي كفلها الإسلام، حيث اعتبرت
المشاركات ان كثيرا من أسباب العنف ضد المرأة مرجعه إلى الثقافة المجتمعية
التي يتربى عليها المجتمع والمعتقدات وضعف الثقافة الاسرية والشرعية، إضافة
إلى عدم الحزم في المشاكل الاسرية.
واشارت طهبوب إلى ما شكلته مرحلة الإسلام من إعادة الحياة إلى المرأة، بعد
ما كانت تتعرض له من ظلم في الحضارات المختلفة، حيث انصف الاسلام المرأة
وأوصى بها خيرا، كما أشارت إلى ما تواجهه المرأة من ممارسات تتعارض مع
تعاليم الدين، واستمرار المحاولات الغربية لاستهداف المنطومة الاجتماعية
والقيم في العالم العربي والإسلامي، مؤكدة ان هذه الندوة تأتي للتعريف
بمفهوم العنف محليا ودوليا وأشكاله وحلول لمشكلة العنف، حيث تتزامن
الفعالية مع حملة اممية لمناهضة العنف ضد المرأة.
المحامية مرام الذنيبات مديرة مكتب الوساطة للنزاعات الأسرية، أكدت
الذنيبات ان ظاهرة العنف ضد المرأة غير محصورة بحالة اجتماعية معينة، مشيرة
إلى ان ظاهرة العنف منتشرة في كافة الفئات من البشر، وان العنف في الدول
المتطورة الغربية اكبر واكثر منه في الدول الفقيرة.
وأكدت ان الإسلام يعتبر العلاقة الاسرية بين الرجل والمرأة كمعجزة من الله
ولها تقديس خاص في الاسلام الذي كرم الله المرأة، ونهى عن استضعافها.
وحول اسباب استمرار هذه الظاهرة، أشارت الذنيبات إلى خلل في التربية وعدم
تربية الابناء على ضرورة احترام المرأة، إضافة إلى ما تتعرض له المرأة من
حملات دولية لهدم مفهوم الأسرة تحت مسميات تحرر المرأة وتمردها والمساواة
دون احترام خصوصية المرأة، كما أشارت إلى دور عدد من وسائل الإعلام في حملة
استهداف المرأة ومنظومة الأسرة ومنظومة القيم في المجتمع.
وأشارت الذنيبات إلى ما تضمنته عدد من اتفاقيات الدولية المعنية بالمرأة،
وما تتضمنه من مصطلحات خادعة، لاستهداف منظومة القيم والاسرة.
وتناولت قاقيش مكانة المرأة في الإسلام الذي حفظ حقوق المرأة وخصوصيتها،
وجعلها شريكا للرجل والمساواة في الانسانية والكرامة، إضافة إلى دورها في
بناء المجتمع، ومضيفة: “لقد سما القرآن بالمرأة حتى جعلها بعضا من الرجل،
كما حد من ضغيان الرجل فجعله بعضا من المرأة”، كما تناولت عددا من الشبهات
التي تثار حول مكانة المرأة في الاسلام.
وقالت إن أسباب الرضا بالعنف تعود في جزء منها إلى المعتقدات لدى بعض
النساء، بأنه من حق الزوج الاعتداء على زوجته، إضافة إلى خوف المرأة على
نفسها وعلى أطفالها في حال التصدي لممارسات الزوج، مع عدم ايمان المرأة
بقدرة الهيئات الرسمية على تأمين الحماية لها.