خلال لقاء ضم شخصيات سياسية ووطنية وإعلامية وعشائرية
أكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة أن معالجة ما يمر به الأردن من تحديات داخلية وتهديدات خارجية لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية التي يمر بها الوطن، يتطلب تحقيق إصلاح سياسي شامل وجاد يتوافق عليه الأردنيون، ويحقق الانسجام بين الجانب الرسمي والشعبي على كلمة واحدة بما يحقق المصالح الوطنية العليا.
تصريحات العضايلة جاءت خلال كلمة له في اللقاء الذي أقيم بدعوة من فرع حزب جبهة العمل الإسلامي بمنطقة طارق في منزل الطيار يوسف الهملان الدعجة مساء أمس بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والوطنية والعشائرية والإعلامية ووجهاء عشيرة الدعجة ومنطقة طارق في طبربور.
وأكد العضايلة على ضرورة تمتين الجبهة الداخلية وتلاحم الموقف الرسمي والشعبي في مواجهة ما يواجهه الأردن من تهديدات تستهدف الدولة والنظام السياسي، مشيراً إلى نجاح الأردن في تجاوز أزمة الخليج عام 1991 رغم الضغوط الأمريكية والخليجية، وذلك ط بفعل الانسجام بين الموقفين الرسمي والشعبي، وما جرى من تجاوز أزمة عام 1989، معتبراً أن وصفات التحفيز الاقتصادي التي تطرحها الحكومة لن تجدي نفعاً مع المواطن الذي يعيش حالة قلق على مستقبله، مما يتطلب تغيير النهج السياسي والاقتصادي القائم لتحقيق حالة الاستقرار وبناء جسور الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
وأكد العضايلة توافق الأردنيين على حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ،مشيراً إلى الدعم الشعبي للتحركات الرسمية تجاه ملفي استعادة الباقورة والغمر، واستعادة الأسيرين اللبدي ومرعي، كما ثمن العضايلة مواقف عشيرة الدعجة الوطنية في خدمة قضايا الوطن والمواطن.
من جهته أشار الشيخ طلال صيتان الماضي الأمين العام السابق لحزب الجبهة الاردنية الموحدة إلى ما يشكله الإصلاح السياسي من استحقاق مهم لتحقيق الاستقرار للوطن والمواطن، محذراً الحكومة باعتبارها الجهة التنفيذية وما وصفه بالجهات العميقة في الدولة بالاستمرار في عرقلة مسيرة الإصلاح التي توافقت عليها الإرادة الشعبية مع إرادة النظام السياسي وعدم اتخاذ إجراءات فاعلة لتنفيذ هذه الإرادة.
واعتبر الماضي أن المعضلة الاقتصادية تشكل التحدي الأبرز أمام الوطن، مؤكداً على ضرورة البدء في إجراءات عملية للنهوض بالاقتصاد، مع ضرورة المصارحة وتشخيص الحالة الوطنية لغايات التصويب والبناء على الإيجابيات في الحالة الداخلية.
فيما عبر الوزير الأسبق الدكتور محمد الحلايقة عن اعتزاز الأردنيين بما تحقق من إنجاز وطني عبر استعادة الباقورة والغمر بسبب موقف الأردن الحازم تجاه عدم تجديد اتفاقية تاجيرهما للكيان الصهيوني، كما أكد على العلاقة المتجذرة بين الشعبين الأردني والفلسطيني.
واعتبر الحلايقة أن حل المعضلة الاقتصادية رهن بتحقيق الإصلاح السياسي، ومعالجة ما يواجهه الأردن من أزمة في القيادة الحكومية، مؤكداً ان الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري هو عملية متراكمة.
من جهته أكد النائب موسى هنطش على ضرورة البدء بعملية بناء المستقبل مع محاربة الفساد واسترداد مقدرات الوطن المنهوبة، وتعزيز ما يتمتع به الأردن من قوة بشعبه وجيشه عبر تلاحم الموقفين الشعبي والرسمي، وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية الوطنية في ظل ما يواجهه الأردن من تحديات داخلية وتهديدات خارجية.
فيما اعتبر الإعلامي حسام الغرايبة أن الإصلاح يجب أن يكون شاملاً وليس بالقطعة، مشيراً إلى حالة الإجماع الوطني حول ضرورة الإصلاح، مع ضرورة توجيه الشباب ومعالجة ما يمر به من حالة سلبية عبر إعطاءهم دفعة من الأمل وتعزيز حالة الوعي الوطني.
وأكد غرايبة على ضرورة أن تعود للدستور مكانته الحقيقية وتفعيل النظام السياسي على أساس أنه نظام نيابي ملكي وبناء مؤسسات الدولة، معتبراً أن الأردن قادر على تجاوز ما يمر به من أزمات إذا توفرت الإرادة الرسمية الجادة للتغيير ومساندة المجتمع لذلك.
من جهته أكد الإعلامي عمر عياصرة على ضرورة ما وصفه بـ”الولاء الناقد” ، معتبراً أن سبب ما يوجه للنظام السياسي من انتقادات هو ما جرى من تجريف للطبقة السياسية وغياب رجالات الدولة عن إدارة المشهد السياسي، ووجود إدارة خاطئة للمشهد المحلي في ظل غياب هذه الطبقة السياسية وتهميش مجلس النواب وسياسة إدارة الظهر للمعارضة السياسية وفقدان الحكومة للولاية العامة.
وأكد العياصرة أن الأردن يمتلك عناصر القوة لكنه يفتقر للإدارة الجيدة للشأن السياسي والاقتصادي خاصة في ظل ما يواجهه الأردن من تحديات في المنطقة وإدارة الظهر له من قبل دول الإقليم للأردن، مما يتطلب تعزيز الجبهة الداخلية التي تمثل عنصر القوة للأردن في مواجهة التحديات.