انطلقت مسيرة شعبية حاشدة، من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان، بعد صلاة الجمعة رفضا وتنديدا بالمخطط الأمريكي الصهيوني المسمى بـ”صفقة القرن”.
وجاءت المسيرة، بدعوة من التحالف الوطني من أجل اسقاط صفقة القرن، بمشاركة الحركة الإسلامية الحراكات الشعبية والشبابية، وبحضور قيادات من الحركة الإسلامية تقدمهم المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس عبد الحميد الذنيبات والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة وحشد من الشخصيات الوطنية، حيث طالب المتظاهرون الشعوب العربية والإسلامية بضرورة التحرك دفاعا عن القدس والمقدسات، وإسقاط مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد المشاركون في المسيرة الشعبية الحاشدة على ضرورة درء أي عدوان أو استهداف جديد للقضية الفلسطينية، وكذلك أي استهداف للأردن، داعين الحكومة إلى موقف حازم تجاه تلك الخطة التي تستهدف المملكة.
وطالبوا بضرورة إلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الصهيوني على رأسها اتفاقية السلام المعروفة بـ”وادي عربة”، وإلغاء اتفاقية الغاز، كبادرة أولى لمواجهة الصفقة التي وصفوها بالمؤامرة الخبيثة.
*الذنيبات : ضرورة توحيد الصف الوطني ورسم استراتيجية لإفشال المخطط الأمريكي الصهيوني*
وأكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس عبدالحميد الذنيبات في كلمته على ضرورة توحيد الصف الوطني والتقاء مختلف الأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية والشخصيات الوطنية والعشائرية ومؤسسات المجتمع المدني على كلمة سواء ورسم استراتيجية وطنية لإفشال المخطط الأمريكي الصهيوني الخبيث الذي يستهدف الأردن وفلسطين.
وأضاف الذنيبات ” ها هو الشعب الأردني يأتي اليوم برسالة غضب للرئيس الأمريكي المتصهين وإلى قادة الاحتلال الذين أعلنوا عن جريمة العصر لتصفية القضية الفلسطينية على حساب فلسطين والأردن من خلال تزييف التاريخ وتزييف العقائد، ونقول أن الأردن أو فلسطين ليسا للمبادلةأو البيع وأن الأقصى ليس التقييم ولا التدويل وسيبقى للعرب والمسلمين”.
وطالب الذنيبات الحكومة بموقف واضح وصريح لوقف مؤامرة صفقة القرن وعدم الاختباء خلف “اللغة الدبلوماسية” على حد وصفه، ووضع برنامج عملي لترجمة اللاءات الملكية الثلاث ضد هذه الصفقة، وتحقيق اصلاخ شامل يتقدمه وصلاح سياسي لتمتين الجبهة الداخلية وتشكيل وحدة وطنية راسخة.
وأضاف ” يا حكومتنا من يدعي انه يقف ضد صغثة القرن لا يمكن أن يدخل غاز الاحتلال المسروق إلى بيوت الأردن لذا سارعوا الى الغاء اتفاقية الغاز واتفاقية وادي عربة التي كبلت الأردن في مواجهة العدو الصهيوني فلماذا نتمسك بهذه الاتفاقية فيما العدو الصهيوني تخلى عنها”.
كما دعا الذنيبات السلطة الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام وإنهاء الدور الوظيفي للسلطة ووقف التنسيق الأمني، ورفع الحصار عن قطاع غزة وإطلاق يد المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.
وخاطب الأنظمة العربية ” لم يكن العدو الصهيوني ليتجرأ على هذه المؤامرة لولا تخاذلكم وتفرقمم فيما يرسل بعضكم سفراءه بمباركة هذه الجريمة الأمريكية الصهيونية بحق فلسطين والقدس، أما آن لكم ان تتصالحوا مع شعوبكم اذا اردتم حماية عروشكم ، فالوقوف مع القدس والأقصى هو بوصلة الامة فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين”.
كما دعا الذنيبات علماء الأمة ووزارة الأوقاف إلى تعبئة الشعوب ضد مخاطر المشروع الصهيوني وتقدم الصفوف دفاعا عن الأردن وفلسطين ، كما وجه التحية للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى وعلى أرض فلسطين.
*العكايلة : المرحلة تتطلب حكومة وطنية تتصدى للمؤامرة الأمريكية الصهيونية ضد الأردن وفلسطين*
فيما أكد رئيس التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن الدكتور عبدالله العكايلة على ضروة التحرك رسمياً وشعبياً لمواجهة صفقة القرن، مشيراً إلى أن العدو الصهيوني بات يزحف إلى الأردن الذي أصبح عملياً الحلقة المهددة كياناً ووطناً وشعبا بعد ان اكتملت حلقات التآمر على فلسطين عبر هذا الاعلان المشؤوم، مضيفاً “ها هي القضية الفلسطينية تعود إلى مربعها الصحيح ونحن عندما نقف دفاعاً عن فلسطين فنحن نقف دفاعاً عن الأردن”.
وطالب العكايلة الشعب بالوقوف صفاً واحدا أحزابا وقوى سياسية ونقابات وعشائر و وزعامات وطنية وقوى مجتمعية ليكون السند المانع في وجه أي زحف صهيوني قادم والسند للشعب الفلسطيني في صمودهم ومقاومتهم للمشروع الصهيوني.
وعلى المستوى الرسمي طالب العكايلة بإسقاط الحكومة التي وصفها بـ”العاجزة والفاشلة” و تشكيل حكومة وطنية جماهيرية تستند للإرادة الوطنية وتمثل الشعب وتتصدى للملفات الداخلية والتهديدات الخارجية وتعمل على تمتين الصف الداخلي وتقود تحركاً لتوسيع المجال الحيوي للأردن وتشكيل حلف عربي وإسلامي مع الدول الرافضة لصفقة القرن لمواجهة هذه المؤامرة الخبيثة، ومواجهة حكومة اليمين الصهيوني، كما طالب بإلغاء اتفاقية وادي عربة واتفاقية الغاز وطرد سفير الكيان الصهيوني و إعداد العدة للمواجهة مع المشروع الصهيوني.
وعلى المستوى الفلسطيني طالب العكايلة بإعلان المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وإلغاء اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الذي مكن العدو الصهيوني من التمدد داخل الضفة الغربية، كما طالب بدعم المقاومة لتطلق يدها ضد الاحتلال الصهيوني.
كما طالب العكايلة الأنظمة العربلية والإسلامية بالدعوة لاجتماع طارئ لمنظمة المؤتمر الإسلامي لمواجهة مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية وتصفية قضية القدس، وبحث فكرة إنشاء جيش الأقصى استعداداً للمعركة الفاصلة مع الكيان الصهيوني، والعمل على مقاطعة البضائع والمصالح الأمريكية وتوحيد البوصلة نحو قضية فلسطين والقدس.
*طلال الماضي : الشعب الاردني سيظل السند القوي لشقيقه الفلسطيني*
وفي كلمة باسم الشخصيات الوطنية أكد الشيخ طلال الماضي على موقف الشعب الأردني الرافض لصفقة القرن، مطالباً الحكومة بترجمة اللاءات الملكية الثلاث رفضا لصفقة القرن ، مضيفاً ” فلسطين لن تكون وقودا للمعارك الانتخابية للإدارة الأمريكية أو الصهيونية”.
وطالب الماضي بضرورة اعادة مشروع الدولة على اسس واضحة واحترام ارادة الشعب وردم فجوة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، مؤكداً أن الشعب هو مصدر قوة الأردن وصمام الأمان فيه وليس الاعتماد على تحالفات مع الغرب والكيان الصهيوني.
كما وجه التحية لصمود الشعب الفلسطيني في وجه المؤامرات الأمريكية والصهيونية، مطالباً بإطلاق انتفاضة فلسطينية شاملة للتصدي لمؤامرات تصفية القضية الفلسطينية ، مؤكداً على دعم الشعب الأردني لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته استكالاً لمسيرة دماء شهداء الجيش العربي ومعركة الكرامة