أكد المتحدثون في الندوة التي عقدها حزب جبهة العمل الإسلامي على أهمية دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في التصدي للمحاولات الصهيونية لاختراق المجتمعات العربية وحالة الوعي الشعبي الرافض للتطبيع، وتعزيز الموقف الشعبي في مواجهة مخططات المشروع الصهيوني.
وأكد المشاركون في الندوة التي أقيمت عبر تقنية “الفيديوكونفرس” وأدارتها النائب الدكتورة ديمة طهبوب على المسؤولية المجتمعية والشخصية في مواجهة مخططات التطبيع مع الاحتلال، وعلى ضرورة الانسجام بين المواقف الشعبية والرسمية في مواجهة المخططات الصهيونية التي لا تتهداد فلسطين وحسب وإنما المنطقة باسرها.
هناوي : على الأحزاب مسؤولية حماية الموقف والوعي الشعبي العربي المتسك بالثوابت ورفض التطبيع
وأكد الناشط المغربي عزيز هناوي مدير المرصد المغربي لمقاومة التطبيع أن ما تمر به المنطقة من مؤامرات صهيونية لتصفية القضية الفلسطينية بتواطؤ من بعض الانظمة العربية التي تروج لما يسمى بصفقة القرن، يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني لحماية العالم العربي من مخاطر التطبيع وإسناد صمود الشعب الفلسطيني والوقوف سداً منيعاً في وجه محاولات الاختراق الصهيوني للمجتمعات العربية وحماية الموقف الشعبي والنسيج الاجتماعي العربي الذي يستهدفه المشروع الصهيوني، مضيفاً ” زرع الكيان الصهيوني ارتبط بمحاولات تفتييت الامة والهيمنة عليها وهذا ما تمر به الأمة اليوم عبر محاربة الربيع العربي وما يسمى بالثورات المضادرة لتخريب الأمة ومحاربة إرادة الشعوب”.
كما أكد هناوي أن الموقف الشعبي لا يزال مرتبطاً بالثوابت ومتمسك بدعم مقاومة الاحتلال ، مع ضرورة البقاء في حالة من اليقظة في مواجهة مؤامرات استهداف هذا الوعي الشعبي والحزبي لا سيما في ظل انخراط أنظمة عربية في ترويج التطبيع، مع حماية واسناد المواقف الرسمية المعلنة ضد التطبيع والدفع نحو تعزيز الحالة الديمقراطية والحريات العامة مما يخدم حالة مقاومة التطبيع وليكون القرار السياسي معبرا عن نبض الشارع لأن زول الاستبداد هو الطريق لزوال الاحتلال.
وأشار هناوي إلى دور الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني في التأطير والتعبئة في المجتمعات المهددة بالتسلل الصهيوني عبر الدراما والغزو الثقافي، مع ضرورة التواصل والتنسيق مع الأحزاب العربية والإسلامية في مجال مقاومة التطبيع وكشف محاولات التسلل الصهيونية إلى الدول العربية والتعاون مع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع الدولي في باقي دول العالم وتعزيز حالة التعاطف الدولي تجاه القضية الفلسطينية ودعم جهود مقاطعة الكيان وفضح جرائم الاحتلال ومحاكمة قادته قانونياً وشعبياً.
كما أكد هناوي على مخاطر التطبيع في المغرب وتهديده للنسيج المجتمعي المغربي واللعب على ورقة التنوع العرقي ومسألة الأمازيع في المغرب وتشويه مواقف المغرب السياسية، مشيراً إلى أن استهداف المغرب كما هو استهداف الأردن يأتي لدورهما في القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس ورفض قرار الضم وصفقة القرن والمساس بالقدس، مشيراً إلى الضغوط المتعلقة بقضية الصحراء المغربية للدفاع باتجاه التطبيع ،مؤكداً أن قضية القدس قضية وطنية ومقدسة و في عمق الاهتمام الشعبي والسياسي في المغرب.
الفلاحات : على الأحزاب إعادة تقديم نفسها للمجتمعات ببرامج واضحة في حماية المجتمع من التطبيع
فيما أشار نائب الأمين العام لحزب الشراكة والإنقاذ سالم الفلاحات إلى استهداف المشروع الصهيوني لوعي الشعوب الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني وإنفاق الاموال على تغيير المناهج الدراسية لتغيير الوعي الشعبي ومحاربة وجود أحزاب سياسية فاعلة مؤثرة في العالم العربي لتستمر حالة من عدم الديمقراطية والاستبداد في العالم العربي ومصادرة إرادة الشعوب.
أكد على ضرورة أن تقوم الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إعادة تقديم نفسها للمجتمعات ببرنامج واضح وبوصلة ثابته وتوحيد جهودها للقيام بمسؤولياتها في الدفاع عن المجتمع في وجه الخطر الصهيوني الذي يتهدد الجميع وتمتين الحالة الشعبية في مواجهة محاولات التسلل الصهيوني عبر التطبيع، وتوحيد البوصلة ضد العدو الصهيوني الذي يسعى لمشروع استعماري إحلالي يستهدف احتلال الأرض وتفريغها من سكانها الأصليين.
كما حذر الفلاحات من مخاطر تفريغ النقابات من مسؤولياتها الوطنية تجاه قضايا المجتمع والأمة إضافة لخدمة منتسبيها، مؤكداً ان المسؤولية تقع على عاتق الجميع في مواجهة الخطر الصهيوني.
عبيدات : استهداف الأحزاب والنقابات وإضعافها يخدم مشاريع تمرير صفقة القرن
من جهته اكد نقيب المهندسين الأسبق المهندس عبدالله عبيدات على دور النقابات المهنية في الدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وفي مجال مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل مؤسسي وممنهج وفضح ممارسات التطبيع ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال ودعم صمود المقدسيين في ممواجهة مخططات تهجيرهم، والتعاون مع الأحزاب ضمن لجنة تنسيق حزبية نقابية في مقاومة التطبيع والتصدي للمشروع الصهيوني.
وأضاف عبيدات ” يريدون من الأمة التسليم بالمشروع الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية وشرعنة الاحتلال الذي يريد الهيمنة على المنطقة وسط حالة صمت وتواطؤ من بعض الأنظمة العربية، وهذا المخطط إذا لم نفشله سوف يقضي علينا”، حيث حذر عبيدات من أي تراجع عن الموقف الرسمي ضد صفقة القرن وقرار الضم.
ودعا عبيدات كافة النقابات المهنية والاحزاب لتوحيد صفوفها والحفاظ على دورها التاريخي في مقاومة العدو الصهيوني ، معتبرا ان البنية التحتية لصفقة القرن كانت عبر القوانين التي عطلت الحياة السياسية والحريات العامة واستهدفت الأحزاب ودور النقابات وتفريغها من مضمونها الوطني وسلخها عن قضايا الامة والعمل على إضعافها.
الزير : الاحتلال فشل في تحقيق التطبيع ويجب تنسيق المواقف الرسمية مع الشعبية في مواجهة المخططات الصهيونية
فيما أشار رئيس مؤتمر فلسطيني أوروبا ورئيس مركز العودة ماجد الزير إلى سعي المشروع الصهيوني لشرعنة الاحتلال وفرض نفسه في المنطقة ككيان مقبول بين المجتمعات العربي والإسلامية بدءاً من الطبقة السياسية وصولاً إلى الطبقة الشعبية، مؤكداً على أهمية دور الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني في التصدي لمحاولات الاختراق الصهيوني للطبقة السياسية وللشعوب العربية التي لا تزال ترفض التطبيع رغم كل المحاولات الصهيونية التي فشلت في اختراق الوعي الشعبي.
وأشاد الزير بحالة الوعي لدى الشعوب العربية والإسلامية في دولهم وجالياتهم في الغرب في رفض التطبيع مع الاحتلال بكافة أشكاله، مؤكداً على ضرورة تمتين جهود مقاومة التطبيع في العام لاعربي والإسلامي وجهود مقاطعة دولة الاحتلال في أوروبا والغرب وفضح جرائمها بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكها للقرارات الدولية، وأخر تلك الانتهاكات قرار الضم المزمع تنفيذه.
كما اكد الزير ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني الرسمي مع الشعبي على أساس برنامج وطني لمواجهة المشروع الصهيوني ومقاومته بمختلف الوسائل، وضرورة الانسجام بين الموقف الرسمي والشعبي في الأردن والدول العربية في مواجهة مخططات الاحتلال، مع استثمار كافة المنصات الإعلامية والثقافية لضمان بقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس أبناء الأمة والتصدي للمشروع الصهيوني، مؤكداً نجاح مشروع الرفض العربي للاحتلال وفي دعم الموقف الفلسطيني.