“العمل الإسلامي” : مشاركتنا تأتي ضمن مساعي الحفاظ على المؤسسات الوطنية في وجه مشاريع إضعاف الدولة
– قرار المشاركة جاء بعد مداولات ومشاروات عكست عراقة الحزب وسمته الديمقراطي
– غياب الحركة الإسلامية عن البرلمان يُعدُّ انسحاباً من تلك المعركة التي تستهدف الأردن وهويته وقواه الوطنية
– أي عبث بالعملية الانتخابية ونزاهتها يجعل من الانتخابات عبئاً على الدولة والمجتمع
– مستمرون في تجربة التحالف الوطني للإصلاح ونهج الشراكة الوطنية
أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي مشاركته في الانتخابات النيابية المقبلة ضمن ما وصفه الحزب بمساعي الحفاظ على مؤسسات الدولة الدستورية في ظل ما تتعرض له من عملية إضعاف مبرمجة لتمرير مشاريعَ مشبوهة تستهدف الأردن في هُويّته الوطنية، بما من شأنه أن يُشكّلُ روافع للعمل الوطني الجامع، وجبهاتِ إسناد لكلّ الثوابت الوطنية العليا، وبما يخدم مصالح الوطن والمواطن.
وأشار الأمين العام للحزب المهندس مراد العضايلة الحزب خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم حول الموقف من الانتخابات النيابية إلى أن قرار المشاركة جاء بعد حواراتٍ مُوسّعة، ونقاشاتٍ مُستفيضة، في أروقة الحزب وبعد لقاءاتٍ مستمرة، ومُداولاتٍ شوريّة في مراكز صُنع القرار في مؤسساته الداخلية، بعد دراسة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وحذر العضايلة من أن ما يمر به الوطن من حالة احتقان داخلي لا يتحمل أي عبث بالانتخابات النيابية لما سيشكله ذلك من عبء على الوطن، مشيرا إلى ما تعرض له العديد من كوادر الحزب والشخصيات الوطنية من صغوط لثنيهم عن الترشح ضمن قوائم الحزب بما يمس بسلامة العملية الانتخابية، مستهجناً ما يتعرض له رئيس كتلة الإصلاح النيابية الدكتور عبدالله العكايلة من عملية تشويه بمواقفه الوطنية، كما دعا لوقف استخدام قانون الدفاع التضييق على الحريات العامة.
وأعلن العضايلة عن تفويض مجلس الشورى للمكتب التنفيذي للحزب باتخاذ الموقف المناسب والانسحاب من الانتخابات في حال وقوع أي عمليات عبث بالانتخابات النيابية في أي من مراحلها.
ودعا العضايلة المواطنين للمشاركة بقوة في الإنتخابات للتعبير عن إرادتهم واختيار من يعبر عن نبض الشارع ويدافع عن حقوقهم، مؤكدا استمرار الحزب في رسالته بالدعوة للإصلاح ومحاربة الفساد وتحقيق نهضة الوطن في مختلف المنابر التي يتواجد فيها ممثلوا الحزب.
وحذر الحزب في بيان تلاه نائب الأمين العام للحزب المهندس وائل السقا من العبث بالعملية الانتخابية، وأيّ ممارسات سلبية يمكن أن تُؤثّر على سلامتها ونزاهتها، لئلا تصبح هذه الانتخابات عبئاً على الدولة والمجتمع، مؤكداً أن غياب الحركة الإسلامية عن البرلمان يُعدُّ انسحاباً من تلك المعركة التي تستهدف الأردن وقواه الوطنية وفي مقدمتهم الحركة الإسلامية، “وتحقيقاً لأمنيات أولئك المُغرضين بإخلاء الساحة لهم، لتخلو لهم الأوطان لتمرير مشروعاتهم المشبوهة”.
وأضاف البيان ” يستشعرُ الحزب، كما سائرُ المخلصين في الوطن، أن الأردن يتعرّضُ لإضعافٍ مُبرمَج لمؤسسات الدولة، في ظلّ تحدياتٍ هي الأصعب في محيطنا العربي والإقليمي، وإنّ مما تُحتّمه علينا وطنيتنا أن نعمل بكلّ جهودنا الصادقة للحفاظ على مؤسسات الدولة واستقرارها في مواجهة كلّ الصعوبات”.
كما أكد أن وجود الأصوات الوطنية في البرلمان هو ممّا يؤكدُ على الوقوف في وجه كل المؤامرات التي تُحاك للأردن وتستهدف كينونته الوطنية، خصوصاً في ظلّ هرولة بعض الأنظمة العربية الرسمية للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
وأشار الحزب إلى أن الأردن والأردنيين كانوا في المقدمة دوماً في مواجهة كلّ ما يمسّ هويتنا الوطنية، وقضايانا القومية، وبالأخصّ منها، قضية فلسطين المحتلة، التي يسعى الاحتلال وشركاؤه في المنطقة لتصفيتها، بما ينالُ من فلسطين والأردن على حدّ سواء، ولا يخفى على أحدٍ، ما يدور من مؤامراتٍ كصفقة القرن وخطّة الضمّ.
واكد الحزب أن ما تتعرض له البلاد من قضايا ومُستجداتٍ محلية، يتطلبُ رجالاتٍ حكيمة، وأصواتاً وطنية، وجهوداً مُخلصة من أبناء الوطن الخيّرين، مشيراً إلى انحياز الحركة الإسلامية الدائم لقضايا الوطن الكبرى، وهموم المواطن مهما كبرت أو صغرت، وإن مُشاركتها تُعزّزُ من هذا الدور الوطني، بما يُشكّلُ روافع للعمل الوطني الجامع، وجبهاتِ إسناد لكلّ الثوابت الوطنية العٌليا.
وأشار البيان إلى تعرّضُ الحركة الإسلامية لاستهدافٍ واضح، ومحاولاتٍ حثيثة للنيل منها، معتبراً أن هذا الاستهداف يأتي “لأدوارها الوطنية وجهودها الخيّرة، بما لا يروقُ لكلّ العابثين الذين يعتقدون أن تمرير مشاريعهم المشبوهة لا يكون إلا باستبعاد الحركة الإسلامية، بما تُشكّله من حائطِ صدّ، وجبهة دفاعٍ متقدّمة، إزاء كلّ تلك المشاريع وأمام كل المغرضين”،
وأضاف البيان “كان الأردن وسيبقى، موئلاً للهُويّة العربية الإسلامية، وقبلة للأحرار، وأرضاً للرباط، وإن هناك محاولات ملحوظة للنيل من هُويّته العربية والإسلامية تظهر بين حينٍ وآخر، ولذا تعتبر الحركة الإسلامية نفسها ذُخراً للأوطان، بأدبياتها الإسلامية، وتقاليدها العروبية الأصيلة، وتسعى للمشاركة للتأكيد على هذه الثوابت، التي لا نقبل عنها حِياداً، ولا نرضى أن تُمسّ بأيّ شكلٍ من الأشكال”.
كما اكد على أن قرار المشاركة في الانتخابات تمخّض عن نقاشاتٍ ومداولات شوريّة، أكّدت عراقة الحزب السياسية، وسمته الديمقراطي، باحترام مؤسساته التي اتخذت القرار، وأن الحزب ينظر على أن المشاركة والمقاطعة إن هي إلا وسائل، وأدوات لتحقيق الإصلاح، وتعزيز الاستقرار، وإن ما ذكر من اعتباراتٍ كانت دافعا للحزب للانخراط بالانتخابات وخوضها، بما يصبّ في صالح الوطن والمواطن.
واختتم السقا البيان بالقول “أبناء شعبنا الأردنيّ.. لقد عوّدتكم الحركة الإسلامية، أن تقف إلى جانبكم، في قضاياكم المُحقّة، وأن تكون صوتكم الذي لا يخبو، وأن تستمدّ قوّتها من عزائمكم، وأن تكلّل مسيرتها بدعمكم”، داعياً الشعب الأردني إلى التعبيرعن طموحاته بالإصلاح، ورغبته بالتغيير نحو الأفضل، بأن يتوجه نحو صناديق الاقتراع لدعم مرشحي الحركة الإسلامية.
مضيفاً “منكم الدعم ومنّا الوفاء، رفعةً لهذا الوطن، وإسناداً له في وجه كل المؤامرات والمكائد، وإن دعمكم هذا يعتبر استمراراً لمسيرة كتلة الإصلاح النيابية التي كان لها الموقف المشرف في دعم قضايا القضايا الوطنية والدفاع عن حقوقكم وكرامتكم ولقمة عيشكم ومجابهة الفساد وحماية الوطن من الأخطار”.