لغاية الان لم تتوفر الإرادة الجادة لتحقيق الاصلاح السياسي
شاركنا في الانتخابات للدفاع عن الأردن في ظل ما يواجهه من تحديات داخلية وتهديدات خارجية في مقدمتها صفقة القرن
ما يتعرض له الأردن من هجمة تستهدف قيمه وهويته العربية والإسلامية يتطلب وجود صوت وطني حر في البرلمان لمواجهتها
هناك عوار يعتري قانون الانتخاب الحالي، والاردن بحاجة لقانون يضمن العدالة لكل مكونات الشعب الاردني
مبادرتنا تقوم على بناء برنامج عمل ورؤيا وطنية للخروج مما يمر به الأردن من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية
حجم الاعتداءات على الحريات العامة في البلد غير مسبوق
قوى خارجية تسعى ليظل الأردن بعيداً عن الحالة الديمقراطية وفي حالة ضعف عن مواجهة التهديدات الصهيونية
هناك قوى داخلية مستفيدة من النهج القائم وتكريس حالة التزاوج بين الاستبداد السياسي والمال الفاسد
التحالف الوطني يمثل لوحة وطنية بامتياز قائمة على أساس الكفاءة والبرامجية
نعتز بتجربتنا في التحالف الوطني للاصلاح والتي اثبتت أننا قادرون على انتاج معادلة سياسية جديدة
نعتز بالثقة المتبادلة بين الحزب والشعب ودائما ما يعبر عنها عبر صناديق الاقتراع
حزب جبهة العمل الاسلامي حزب مؤسسي عريق ويعتمد على عمل تراكمي شوري وهيكلي بعيداً عن بدأت الفعل و”الفزعات”
نحو 70 من شباب الحزب تعرضوا لضغوطات رسمية لمنعهم من الترشح للانتخابات
حاوره : نضال العضايلة
سعادة الامين لحزب جبهة العمل الاسلامي المهندس مراد العضايلة، كعادته فان وطنا اليوم يجد نفسه دائما في اتون الوضع العام الاردني ويشكل من خلال تشاركيته مع كافة مؤسسات الوطن الرسمية والاهلية نقطة مضيئة نحو البناء والعمل الجاد، واليوم وانتم تمثلون قطب المعارضة الرئيسي في الدولة الاردنية ارتأى الموقع ان يحاوركم في الكثير من القضايا التي تهم الشأن الاردني وعلى مختلف الصعد، فأهلا وسهلا بكم سعادة الامين العام.
وطنا اليوم : في البداية نود ان نسال هل تعتقد سعادتكم ان هناك ارادة جادة للاصلاح والتغيير في الاردن؟
العضايلة : شكرا اخي نضال، الحقيقة حتى اللحظة لم تتوفر لحظة جادة لتكوين حياة سياسية وارادة سياسية لهذا الاصلاح الذي يمكن الشعب بان يكون هو مصدر السلطات كما في الدستور الاردني وانفاذ البند الاول من الركن الاول من الدستور حيث ينص الدستور على ان نظام الحكم في الاردن نيابي ملكي وراثي.
وهنا اقصد ركن النيابة بمعنى ان يكون هناك تمثيل حقيقي للشعب الاردني عبر قانون انتخاب عادل، ويمكن الشعب الاردني من تحقيق تطلعاته وان يكون هذا البرلمان شريك في القرار السياسي وفي السلطة التنفيذية، وهذا الامر في الحقيقة يتطلب ان تتوفر هذه الاردة السياسية، ولكن هناك عوامل كثيرة تحول دون تشكل هذه الارادة للاسف منها ضغوطات خارجية على الاردن بحكم الموقع الجغرافي الملازم لفلسطين المحتلة وللكيان الصهيوني الغاصب وهناك هناك عوامل متعلقة بادوات الفساد والتي في الحقيقة تشعر ان اي تغيير حقيقي اصلاحي ديمقراطي يفقد هذه القوى الفاسدة دورها في الاستمرار في الحكم.
وطنا اليوم : سعادة الشيخ، لماذا شارك حزب جبهة العمل الاسلامي في انتخابات 2020، رغم ان الظروف غير مهيأة لهذه المشاركة؟
العضايلة : الحقيقة ما فيه شك كما ذكرت فالظروف السياسية منذ 7 اشهر تغيرت، في شهر شباط كان لدينا اجتماع لمجلس شورى الحزب وكان هناك شبه اجماع بالمشاركة ولكن تغيرت الاجواء منذ ذلك الوقت الى اليوم اولا بسبب جائحة كورونا وظروف وطريقة الادارة السيئة للادارات الحكومية لملف كورونا،ثم حجم الاعتداءات على الحريات العامة في البلد الغير مسبوق، ولم يبقى سياسي او ناشط سياسي او صحفي الا وطاله شيء من الاذى من وراء هذه الاجراءات الحكومية فكان هناك تراجع حقيقي من وراء هذه الاجراءات والموضوع الاخر كان موضوع نقابة المعلمين حيث وصل الامر الى اغلاق النقابة واعتقال مجالسها واعتقال المئات من المعلمين كل هذه الاجواء في الحقيقة كانت سلبية وتدفع باتجاه المقاطعة وهذا كان مدار حوار شديد داخل المؤسسات الشورية في الحزب.
ولكن في الحقيقة الذي رجح كفة المشاركة ثلاثة امور الاول هو الاندفاع العربي المحموم للتطبيع مع الكيان الصهيوني فهناك اليوم 3 دول وقعت اتفاقيات تطبيع لبناء علاقات ديبلوماسية وسياسية واقتصادية مع الكيان الصهيوني ويبدو ان هناك دول اخرى تنتظر دورها، والحديث عن 4 او 5 دول عربية اخرى، هذا التطبيع يؤشر الى انهيار النظام الرسمي العربي والدفع باتجاه انفاذ صفقة القرن التي تعني تصفية القضية الفلسطينية وتسليم فلسطين التاريخية من البحر الى النهر للكيات الغاصب والتنازل عن المقدسات وحق العودة وكل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وهذا كله سيكون على حساب الاردن وستتبعه ضغوطات على الاردن للقبول بمخرجات صفقة القرن التي ستكون على حساب سيادة الاردن وهويته الوطنية ومن هنا كان هناك رأي انه يجب ان يكون صوت وطني داخل مجلس النواب القادم حتى يكون رافضاً لهذه الاجراءات وهذه التوجهات، حتى لا يقال ان الاردن كله مع هذا المسار الذي قيل.
والقضية الاخرى هي انه من الواضح ان هناك هجمة على الاسلام وعلى الهوية العربية الاسلامية لهذا البلد وعلى الامة بشكل عام والازمة الاخيرة في قصة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي ليست الابرنامج اقليمي ودولي يريد الاساءة للاسلام وقيمه، لذلك رأينا معارك المناهج في السنوات الاخيرة 3 مرات في 2014 2017 و2019، التي كان اخرها قصة منهج كولينز ومحاولات تغريب المجتمع والمعارك على قانون الاحوال الشخصية وغيرها، وحقيقة كل هذه المعارك تريد تغريب البلد،والحاقه بالمشروع الغربيوتغيير ثقافته العربي والاسلامية، ومن هنا لا بد من صوت يدافع عن هذا الاتجاه، والقضية الثالثة التي رجحت كفة المشاركة ان هناك شعور باستهداف الحركة الاسلامية ووجود التيار السياسي الاسلامي في كل المنابر ومنها منبر البرلمان لذلك وجدنا ان المشاركة اولى في ابقاء هذا الصوت الاسلامي وتاكيد حضور الحزب والحركة الاسلامية.
وطنا اليوم : سعادتكم تحدثتم عن قانون انتخاب عادل، ماهو القانون الامثل من وجهة نظركم؟
العضايلة : حقيقة هناك عدة مقترحات قدمت من الاحزاب السياسية خلال الفترات الماضية ونحن نعتقد ان افضل القوانين التي طبقت في الاردن هو قانون الاكثرية الذي كان مطبقاً حتى عام 1989، وتم تعديله في العام 1993، ونحن نرى انه الاقرب الى طبيعة المجتمع الاردني ويسهل على الناس الانتخاب، لكن الحقيقة كان هناك مطالبات بان يكون هناك قائمة وطنية واسعة تضمن على الاقل 50% من مقاعد البرلمان تكون لقوائم وطنية على مستوى الوطن، وبقوائم نسبية مغلقة ويعدل فيها ايضاً نظام وطريقة الاحتساب وان يكون هناك ما يسمى بالعتبة وان يكون النصف الثاني على مستوى الدوائر المحلية وايضا بنظام النسبية المغلقة، وهذا مقترح.
وقد قدمت احزاب السياسية مكونة من 27 حزب سياسي مقترح الى وزارة التنمية السياسية كمشروع قانون معدل لقانون الانتخاب، وقدمت كتلة الاصلاح ايضاً مشروع قانون انتخاب لكن للاسف الحكومة لم تستجب لهذ المقترحات ومضت في العمل بقانون الانتخاب الحالي رغم العوار الذي يعتريه من عدة جوانب منها المشكلات التي يحدثها في داخل القائمة حيث يصبح التنافس داخل اعضاء القائمة والمشكلة الثانية طريقة الاحتساب الظالمة فمثلاً القائمة التي تحصل على 20000 تحصل على مقعد والقائمة التي تحصل على 5000 تحصل على مقعد وهذا يعني عدم وجود عدالة وايضا عدم وجود ما يسمى بالعتبة التي تمنع تشتيت الاصوات وتعيد انتاج القوى السياسية بحيث تكون هناك قدرة على تشكيل كتل سياسية هي اكثريات او اغلبيات برلمانية.
وطنا اليوم : سعادتكم، اطلق الحزب في العام الماضي مبادرة للاصلاح السياسي، هل لا زالت المبادرة مطروحة، والى اين وصلت؟
العضايلة : حقيقة هذه المبادرة اطلقها الحزب في العام الماضي رغبة منه في تخفيف الاحتقان والخروج بمعادلة تشاركية تجمع جميع الاطراف الرسميين والشعبيين والاحزاب بكل قواها السياسية والنقابات والشخصيات الوطنية ليلتئم الجميع على برنامج عمل ورؤيا تصرف البلاد من الازمات الاقتصادية والاجتماعية وايضا التقليل من حجم الاختناق السياسي، والحقيقة المبادرة كانت من 10 نقاط من ضمنها التوافق على تعديلات دستورية وقانون انتخاب جديد وقانون احزاب جديد واطلاق الحريات العامة والغاء كل القوانين المقيدة للحريات العامة وايضا التوافقعلى مواجهة صفقة القرن وعلى برنامج اقتصادي وكانت 10 نقاط شاملة تشمل اغلب القضايا العامة التي تهم المواطنين والحقيقة هذه المبادرة ارسلت الى الجهات الحكومية المختلفة واطلقناها في مؤتمر صحفي ثم اردنا ايضاً ان نوصلها للاحزاب السياسية وفعلا تم زيارة اكثر من 22 حزب وكذلك تم عرضها على النقابات المهنية وعدد من الشخصياتالنقابية والوطنية ولا زالت هذه المبادرة قابلة للتطبيق ونمد يدنا بالشراكة لجميع المكونات السياسية في البلاد لاننا نعتقد انه لا يمكن لطرف واحد ان يكون قادر على حل مشكلات البلاد ولا بد من التوافق على تشخيص ما نعيشه والوصول الى توافقات وطنية لما يمكن ان يخرج البلاد من الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وطنا اليوم : هل تعتقدون سعادتكم ان الاردن يعاني من ازمات مزدوجة، داخلية وخارجية؟، هذا اولاً، وثانياً، وماذا السياسة الاردنية في هذين الاتجاهين؟
العضايلة : اعتقد ان الموقع الجغرافي للاردن واقصد جواره لفلسطين المحتلة والكيان الصهيوني يبعث على اهتمام القوى الدولية ووضعه تحت ضغوطات اقتصادية واجتماعية لا تمكنه من ان يكون ساحة تحرير لفلسطين وهي تحاول ان تبقي الاردن دائماً في حالة ضعف ولا تتركه يتمكن من بناء ديمقراطيته الداخلية بحيث ان ينهض نهوض يجعله قادر ان يواجه هذا الكيان الغاصب وهذا الامر جعل هناك قوى داخلية مستفيدة من بقاء هذا الحال بحيث تبقي على حالة التزاوج بين الاستبداد السياسي والمال السياسي الفاسد الذي يشعر انه اذا تغير الحال يمكن ان يفقد الكثير من ميزاته وقدراته على التمدد على حساب الوطن والشعب.ومن هنا فان هذه المعادلة التي تسيطر على الحالة السياسية تحتاج الى وعي مجتمعي وان تكون هناك قدرة لدى الشعب على النهوض في مواجهة هذا الامر وتكوين ثقل يمكن من مواجهة هذه الضغوط وانتاج معادلة داخلية قادرة على نهوض الاردن خصوصا في ظل وجود اطراف اقليمية ودولية تستهدف الاردن لاضعافه حتى يتقبل مخرجات صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
وطنا اليوم : سعادتكم كيف تنظرون لتحالفاتكم مع القوى السياسية الاردنية؟، وهل هذا التحالف آني؟
العضايلة : نحن نعتز بتجربتنا في التحالف الوطني للاصلاح الذي انتج في عام 2016 بالتشارك بين حزب جبهة العمل الاسلامي وبعض الاحزاب والشخصيات الوطنية والقوى السياسية والذي انتج كتلة الاصلاح في مجلس النواب الثامن عشر، ونحن نعتز بهذه التجربة ايضاً وهذه التجربة اثبتت اننا قادرين على انتاج معادلة سياسية، وهذه الكتلة لم تكن من مشرب واحد ولا نوع واحد ولكن كانت قادرة على ان تنتج موقفاً سياسياً واحداً وان تكون كتلة سياسية صلبة متماسكة في موقف سياسي موحد، وهنا لا بد من القول ان كتلة الاصلاح النيابية هي الكتلة تقريباً الوحيدة في داخل البرلمان في حين كانت الكتل الاخرى اقرب الى الرمال المتحركة حيث انها لم تكن ثابتة، ولم يكن لديها بناء توافق سياسي وبرامجي ونحن نتطلع انشاءلله الى ان تتكرر هذه التجربة في الانتخابات القادمة من خلال مشاركة عدد منالشخصيات الوطنية المشاركة معنا في هذا التحالف وخصوصا اننا نخوض الانتخابات وفق برنامج ورؤية مشتركة وسياسية واضحة وليست مجرد تحالف انتخابي وانما هو تحالف سياسي مبني على برنامج سياسي متوافق عليه بين الجميع.
وطنا اليوم : سعادتكم، انتم جهة غاية في الدقة والتنظيم، ولا تقدمون على اية خطوة بدون دراستها، برأيك كم تتوقعون الحصول على مقاعد في المجلس التاسع عشر؟
العضايلة : اولا نحن كلنا ثقة في شعبنا وهذه الثقة متبادلة دائماً ما نجدها في صناديق الاقتراع في كل الانتخابات سواء كانت نيابية او نقابية او طلابية وهذه الثقة بحمدلله عمرها طويل فنحن ومنذ 1989 نخوض الانتخابات النيابية الا اننا حافظنا على هذه الثقة واعتقد ان عددالمقاعد هذا نتركه للانتخابات ولا اعتقد انه من المناسب الحديث فيه ولكن نحن على ثقة ان جميع قوائمنا ستنجح وستحظى بثقة كبيرة وعالية في الانتخابات الحالية وتتجدد هذه الثقة انشاءلله ونتركالحديث في هذا الامر لصناديق الاقتراع ونتائجها انشاءلله يوم الثلاثاء القادم.
وطنا اليوم : سعادتكم، لاحظنا خلو قوائمكم من ابرز رموز القيادات القوية في الحزب، ماذا يعني ذلك؟
العضايلة : حزب جبهة العمل الاسلامي حزب مؤسسي عريق ويعتمد في عمله على عمل تراكمي وهيكلي وليس مجرد فزعه والحزب لديه كوادر شابة ولذلك في كل انتخابات يتم طرح عدد جديد ووجوه شابة جديدة من الرجال والنساء وطبعاً هذا شيء طبيعي، ولكن اذا قصدت بعض الرموز مثل الاستاذ سعود فاقول لك انه هو من اعتذر عن الترشح ونحن قبلنا عذره وليس سرا ان اقول لكان حوالي 60 الى 70 مرشح ومرشحة من شبابنا لم يتمكنوا من الترشح بسبب الضغوطات الرسمية عليهم لكن الحزب كان قادراً على املاء فراغهم وان تكون هناك قوائم مكتنزة وقوية رغم هذه الضغوط والاعتذارات التي نتجت عنها، والحمدلله الحزب يعتمد على الكثير من الكوادر والعناصر التي تحظى باحترام شعبي بما يوفر له البدائل دائماً ان يقدم ويطرح البديل وتعودنا انه ليس لدينا شيء الى الابد ودائماً هناك تجديد دماء في قياداتالحزب وعلى كل المستويات.
وطنا اليوم : سعادتكم، هل ستواجهون منافسة في بعض الدوائر؟،وماهي هذه الدوائر؟
العضايلة : الحقيقة نهتم ان يكون هناك تنافس واعتقد ان التنافس موجود في كل الدوائر فنحن لم ندخل الانتخابات بالتزكية ولا بدعم من جهات رسمية ولكن نعتمد على الشارع واعتقد ان التنافس موجود في كل الدوائر وثقتنا ان قوائمنا كافة تحظى بتقدير وثقة الناس وتحظى بالقبول العام ونرجوا الله عز وجل ان نرى ذلك في الصناديق .
في النهاية لا يسعني الا ان اتقدم باسم سعادة المدير العام لموقع وطنا اليوم الدكتور قاسم والعمر وباسم الاستاذ رئيس التحرير وباسمي وباسم كافة زملائي في الموقع لسعادتكم بخالص الشكر والتقدير على هذا الحوار ونتمنى لكم دوام التوفيق، وللشعب الاردني دوام الامن والاستقرار