نشرت مجلة “إنك” الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن مميزات العمل من المنزل، إذ قالت إنه لمن المؤسف إلغاء العديد من الشركات لسياسات العمل من المنزل على الرغم من أن السماح للموظفين بالعمل من هناك إما بدوام جزئي أو كامل سيعود بالنفع من الناحية المالية على أصحاب العمل.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إنه بدلا من السماح للموظفين بالعمل من المنزل، تطالبهم الشركات بالانتقال إلى مكتب مركزي. ومما زاد الطين بلة، أن بعض الشركات لديها الآن “مكاتب مكتظة” حيث لا يحظى أي أحد بمساحة العمل الخاص به.
وفي الواقع، هناك إجماع علمي واسع، استنادًا إلى الأبحاث التي تمت مراجعتها من قبل الموظفين، على أن المكاتب المفتوحة والمكاتب المكتظّة تسبّب انخفاض كل من الإنتاجية والتعاون بشكل كبير.
ويفوق التّأثير السلبي لانخفاض الإنتاجية، أي محاولات للحدّ من التكاليف من خلال حشد أعداد كبيرة من العمال في مساحة أصغر، حتى في المناطق التي ترتفع فيها إيجارات المكاتب، ويبقى العمل من المنزل ذو تكلفة أقل.
ومن وجهة نظر الرئيس التنفيذي، فإن السماح للموظفين بالعمل من المنزل إما بدوام جزئي أو بدوام كامل له ميزة مالية هائلة.
وبنفس القدر من الأهمية، فإن العمل من المنزل يجعل العمل أكثر متعة وأقل تعبا، حيث يمكنك تقديم المساعدة دون مغادرة مكتبك أو إزعاج أي شخص آخر.
كما يمكنك توزيع أوراقك دون اقتحام مساحة عمل الآخرين. فضلا عن ذلك، لن تصاب بصداع بسبب الضغط الذي تخلّفه سماعة خفض الضوضاء.
وبينت المجلة أنك لن تضطر أبدا إلى الدخول في أحد مقصورات الهاتف الصغيرة المرعبة، ولا يستطيع زملاؤك إخافتك في العمل عن طريق انتهاك مساحتك الخاصة.
علاوة على ذلك، يمكنك إنهاء العمل عندما تكون مستعدا لإنجازه، كما لديك عذر جيّد لتجنّب الاجتماعات عديمة الفائدة.
اقرا أيضا : وفقا لخبراء المهن: إذا توافرت هذه المؤشرات اترك وظيفتك
وتجدر الإشارة إلى أنك لست مضطرا أبدا لتنظيف الفوضى التي خلّفها شخص آخر في غرفة الاستراحة.
وأضافت المجلة أنه عند العمل من المنزل، لن يُطلب منك تقديم مساهمة لحفل زفاف أحدهم، ولن تكون مضطرا للاستماع إلى المحادثات الجانبية. وعموما، يمكنك إطفاء هاتفك وحاسوبك إذا كنت بحاجة إلى التركيز.
بالإضافة إلى ذلك، لن تسمع أي تعليق من أي أحد أبدا حول ما تأكله. من جهة أخرى، لن تلتقط العدوى المنتشرة في المكتب، كما يمكنك تناول وجبة خفيفة وقتما تشاء.
ونوهت المجلة بمزايا العمل من المنزل خاصة وأنه يمكنك لعب لعبة على الكمبيوتر لإعادة ضبط عقلك. كما يمكنك الاتصال بأصدقائك وعائلتك والدردشة لفترات طويلة، ولن تتلقى توبيخا إذا ما تصفحت الويب.
والجدير بالذكر أن الأشخاص السلبيين لا يستطيعون سلب طاقتك. ويمكنك دق جرس الباب الخاص بك إذا ما أردت إنهاء مكالمة مملة.
ونظرا لأنك تعمل من المكان الذي تقطن فيه، لن تضيع الوقت في التنقل، ما يعني زيادة راتبك بنسبة 20 بالمئة.
وأفادت المجلة أنه بإمكانك ارتداء ملابس النوم طوال اليوم، وضبط درجة حرارة الغرفة على الدرجة التي تريدها. علاوة على ذلك، يمكنك البحث عن وظيفة أخرى بكل أريحية وإنجاز أعمالك الجانبية دون الحاجة إلى التوقف بين الحين والآخر.
وتجدر الإشارة إلى أنك لن تتأثر بالدراما التي ستسود داخل المكتب بسبب السياسات التي تتبعها الشركة. كما ستُقَيّم بناء على جودة عملك، عوضا عن مدى التزامك بالوقت.
وأوضحت المجلة أنه خلال العمل من المنزل، ستتمكن من صنع قهوة جيّدة بدلا من القهوة المقدمة في المكتب.
كما يمكنك ضبط الإضاءة الخاصة بك حسب رغبتك، فضلا عن تشغيل الموسيقى دون الحاجة إلى ارتداء سماعات الرأس.
وعلى العموم، لن يطلب منك أي أحد الحفاظ على الهدوء، وسيكون بإمكانك العمل خارج المنزل وقتما تشاء.
وفي الحقيقة، سيجعلك العمل من المنزل بمنأى عن التعاطي مع الأسلوب العدواني والسلبي الذي يعتمده زملاؤك في العمل.
وفي الختام، قالت المجلة إن العمل داخل المنزل سيقيك من الصداع القوي، حيث من الممكن أن تشعر بالألم بمجرد تحريك عينيك.
بالإضافة إلى ذلك، يساعدك العمل من المنزل على الابتعاد عن الأشخاص المهووسين بحب السيطرة. كما سيكون لديك الحرية في التحكم في الجدول الزمني الخاص بك، الأمر الذي من شأنه أن يجعلك قادرا على التحكّم في حياتك.