أكد المشاركون في الندوة الالكترونية التي أقامها القطاع الشبابي في حزب جبهة العمل الإسلامي تحت عنوان “التطبيع العمالي والرياضي” على موقف الشعب الأردني الرافض لكافة أشكال اتطبيع مع الاحتلال، محذرين من خطورة ظاهرة العمالة الأردنية لدى الكيان الصهيوني لما تمثله من ترويج لممارسات التطبيع والاختراق الصهيوني للمجتمع، إضافة لما يشكله ذلك من مخاطر أمنية على الأردن، مطالبين الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف.
وأشار الصحفي محمد الشرعان في كلمة له خلال الندوة التي أدارها عضو اللجنة العليا للقطاع الشبابي في الحزب محمد النعيمات إلى وجود نحو 2000 مواطن اردني من بينهم 20 فتاة أردنية يعملون لدى الكيان الصهيوني من خلال 3 شركات أردنية ضمن نظام الساعات في قطاعات السياحة في الفنادق والإنشاءات، معتبراً أن التطبيع العمالي يشكل خطورة على الأردن أكثر من الاتفاقيات التجارية الموقعة من الاحتلال الذي يسعى لاختراق المجتمع الأردني وترويج التطبيع على المستوى الشعبي، مطالباً بتوعية المجتمع من مخاطر التطبيع.
وأشار الشرعان إلى تقرير أعده عام 2017 حول ملف العمالة الأردنية لدى الكيان الصهيوني، وتعرض العديد من العمال الأردنيين لإنتهاكات جسيمة واعتداءات في مناطق عملهم هناك وسط غياب لأي جهة رسمية اردنية لمتابعة ملفهم سواء من وزارة العمل أو سلطة إقليم العقبة أو السفارة الأردنية لدى الكيان الصهيوني، متسائلاً عن الجهة التي تتحمل مسؤولية هذا الملف.
وأشار الشرعان إلى مساعي الاحتلال لاستقطاب متقاعدين عسكريين ضمن مشروع العمالة الأردنية في إيلات، واستمرار حالة التواصل بين العمال مع جهات داخل الكيان الصهيوني خارج الرقابة الأمنية الأردنية، إضافة لتورط عدد منهم في علاقات مع فتيات من الكيان الصهيوني، بما يمثل خطرا على الأردن لا سيما فيما يتعلق بالجانب الأمني ومخاطر تجنيد الاحتلال لعدد منهم.
فيما اكد مدير مكتب كتلة الإصلاح النيابية خالد الجهني أن ملف التطبيع العمالي جاء تكريساً لإتفاقية وادي عربة التي ترسم الترتيبات بين مدينة العقبة وأم الرشراش المحتلة بما يخدم مصالح الكيان الصهيوني الذي يتعامل مع العمالة الأردنية كملف أمني، رغم التحذيرات من خطورة استخدام الاحتلال لهذه العمالة وتجنيد عدد منهم لاختراق المجتمع الأردني الذي يرى في الكيان الصهيوني العدو الاول للأمة.
كما أكد الجهني أن ما يجري من تعامل مع الاحتلال يمثل اذعاناً للمصالح الصهيونية بما يهدد المصالح الوطنية العليا، ضمن محاولات الترويج لثقافة التعايش والتطبيع مع العدو الصهيوني الذي يواصل تهديداته ضد الأردن وآخرها منع المياه عنه اليوم، واستمرار جرائمه ضد الشعب الفلسطين، مضيفاً ” وجود العامل الأردني في أم الرشراش المحتلة دليل على فشل سياسات سلطة العقبة والحكومة في معالجة مشكلة البطالة لدى الشباب وخروج عن ثوابت المجتمع الأردني الرافض للتطبيع”.
وطالب الجهني الحكومة بتحمل مسؤوليتها في توفير فرص العمل للشباب الأردني بدلاً من دفعهم إلى العمل لدى الصهاينة، وعدم رهن مصير المئات من الشباب الأردني بيد الاحتلال، مؤكداً أن توقيع اتفاقية وادي عربة المشؤومة مع الاحتلال شكلت مساً بالكرامة للوطنية وخيانة لدماء شهداء الجيش الأردني في معركة الكرامة وباب الواد واللطرون.
فيما اكد الكابتن محمد عيد الذي كان أعلن إنسحابه من إحدى البطولات الدولية الرياضية في الكيك بوكسينج رفضاً منه لمنازلة لاعب من الكيان الصهيوني، على موقف الشعب الأردني الرافض لأي تعامل مع الكيان الصهيوني، ومحاولات تمرير التطبيع من بوابة الرياضة، بما يمثل موقفاً مبدئياً ضد الاحتلال الذي يواصل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وتهديداته ضد الأردن.
وأضاف عيد ” أقول لكل شاب لا تتنازل عن مبدأك مهما كانت الظروف والمغريات ولا تقبل التعامل مع العدو الصهيوني، ورفضي لمصافحة اللاعب الصهيوني أو منازلته جاء تأكيداً على رفض الاعتراف الشعبي بدولة الاحتلال وهو موقف لا تراجع عنه “.