أكدت المتحدثات خلال الندوة التي أقامها القطاع النسائي في حزب جبهة العمل الإسلامي ومبادرة صيف القدس بعنوان “حرائر ضد التطبيع” على أهمية دور المرأة في مواجهة مشاريع التطبيع والتوعية بالقضية الفلسطينية وتعزيز الارتباط بها وتحصين المجتمع في وجه المحاولات الصهيونية لاختراقه في وجه الموقف الشعبي الأردني الرافض لكافة اشكال التطبيع مع الاحتلال.
وأكدت رئيس القطاع النسائي في الحزب الدكتورة ميسون دراوشة خلال الندوة التي أدارتها عضو اللجنة المركزية للقطاع الشبابي في الحزب نور أبوغوش، إلى أن الشعب الأردني ظل على الدوام عصياً على التطبيع رغم مرور 27 عاماً على اتفاقية وادي عربة المشؤومة لم ينجح العدو الصهيوني خلالها باختراق المجتمع الأردني الذي يؤكد على موقفه الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته في وجه الاحتلال.
وأشارت دراوشة إلى صدمة الشعب الأردني مما كشفت عنه وسائل إعلام عبرية حول مشروع “يسلموا إيديك” التطبيعي لدس السم في الدسم تحت عنوان تبادل الزيارات بين قطاعات نسائية والاطلاع على الصناعات التقليدية في منطقة وادي عربة نفذ عام 2018 رغم تأكيد الحكومة أنه نشاط قديم، مؤكدة أن هذا النشاط شكل استفزازاً للمجتمع الأردني لا سيما وأن نشره جاء في وقت متزامن مع ذكرى معركة الكرامة مما أثار ردود فعل غاضبة من مختلف مكونات الشارع الأردني الأمر الذي دفع الصفحة لحذف الفيديو.
وأكدت دراوشة هذا المشروع جاء لاستهداف المرأة الأردنية لما لها من دور أصيل ومحوري في المجتمع وما تمثله من عنصر رئيس في تنشئة المجتمع وتحصينه وغرس قيم المواطنة والقيم الأصيلة الإسلامية والوطنية بين أبناء المجتمع، سعياً منهم لإسقاط المرأة في مسلسل التطبيع واختراق المجتمع الأردني، مما يؤكد على ضرورة تحصين المرأة من مثل هذا المخطط الخطير، مضيفة “المرأة الأردنية في مجموعها عصية على مثل هذه المشاريع، وللأسف العدو الصهيوني استغل حالة العوز وضيق المعيشة التي تمر بها المراة الأردنية لتمرير حالة التطبيع من خلال التضليل وتحت مسمى المشاريع التطويرية لتحسين دخل المرأة”.
كما حملت دراوشة الحكومة مسؤولية السماح لمثل هذه المشاريع وتسهيل دخول المنظمات النسائية في الكيان الصهيوني إلى الأردن وتنفيذ مثل هذه المشاريع، كما تساءلت عن الجهة التي تقف خلف هذا المشروع والجهة التي سمحت لتنفيذ هذا المشروع وتسهيل الإجراءات المتعلقة به، كما أكدت على الدور المنوط بالمجتمع الأردني في كشف مخططات التطبيع، وتوفير الدعم الرسمي للجمعيات النسائية المعنية بدعم الواقع المعيشي للأسرة الأردنية.
فيما أكدت الدكتورة أدب السعود على ثبات الموقف الشعبي الأردني في مواجهة المشروع الصهيوني ومشاريع التطبيع، ودور المرأة الأردنية في مختلف مجالات عملها سواء في المجال السياسي أو المجتمعي للتصدي لمثل هذه المحاولات الصهيونية لاختراق المجتمع واستهداف الوعي المجتمعي الذي يرى في الكيان الصهيوني العدو الأول للأمة.
وأشارت السعود لاستغلال الاحتلال الصهيوني لوسائل غير مباشرة لمحاولة تمرير مشاريع التطبيع لا سيما من بوابة الاتفاقيات الرسمية الموقعة مع الكيان الصهيوني، والمشاريع النسوية التي تستخدم عناوين تمكين المراة وحريتها والتعاون الثقافي وتحت لافتة منظمات دولية ومشاريع ممولة من دول أخرى، إضافة لمحاولات التلاعب بالمناهج الأردنية الدراسية بطريقة غير مباشرة واستهداف الوعي المجتمعي وتغيير المفاهيم المتعلقة بالكيان الصهيوني، إضافة لمشاريع التطبيع الرياضي والسياحي والخدمات العلاجية، والتطبيع الإعلامي أو استضافة شخصيات صهيونية عبر وسائل الإعلام، أو من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية.
وأكدت السعود على ضرورة مواجهة مشاريع التطبيع من خلال الرفض المباشر لكافة أشكال التطبيع، وتعزيز دور الإعلام لا سيما الإعلام الاجتماعي والرقمي بمختلف أشكاله في استمرار فضح جرائم الاحتلال والتوعية بالقضية الفلسطينية والتصدي للمحاولات الصهيونية لتزوير التاريخ وتمرير التطبيع، وحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، وتحرك القطاعات النسائية ومطالبة الحكومة بوقف العلاقات مع الاحتلال، وتنظيم الفعاليات النسوية والأنشطة الداعمة لصمود المرأة الفلسطينية وتعزز ارتباط المجتمع الأردني بالقضية الفلسطينية، وإبراز نماذج المرأة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال.
من جهتها أشارت الدكتورة مريم النجار الناشطة في مجال مقاومة التطبيع إلى موقف النقابات المهنية ومنها نقابة الأطباء في دعم وتعزيز صمود الشعب الفسطيني والتوعية بالقضية الفلسطينية ودعم القطاع الصحي الفلسطيني والتصدي لمشاريع التطبيع، مؤكدة على ضرورة توعية المرأة الأردنية حول مشاريع التطبيع ودعمها اقتصاديا كي لا تكون فريسة للمنظات الأجنبية التي تحاول تضليل المجتمع وخاصة المرأة تحت عناوين وشعارات زائفة.
وأشارت النجار إلى تشكيل لجنة أطباء من أجل القدس بهدف التعريف بخطر المشروع الصهيوني والتحذير من مشاريع التطبيع بما في ذلك في القطاع الطبي والعلمي، إضافة لتشكيل جمعية أطياف الثقافية لتوعية المراة بقضايا وفي مقدمته القضية الفلسطيني وقضية القدس وتعزيز صمود المراة المقدسية والمرابطات في المسجد الأقصى.
فيما أكدت الكاتبة جهاد الرجبي أن التطبيع مع الاحتلال يمثل خيانة لدم الشهداء الفلسطينيين والأسرى ولكل أم وأخت وإبنة حرمت من الأب والأخ والإبن برصاص الاحتلال الصهيوني، مؤكدة أم المرأة لافلسطينية هي جوهر الصراع ومخزن الذاكرة من خلال تمرير الذاكرة الفلسطينية إلى أبناءها ومواجهة محاولات الاحتلال سلخ الأجيال الفلسطينية عن قضيتها عبر العقود الماضية، ومحالات تزوير الثقافة والتاريخ الفلسطيني.
واعتبرت الرجبي أن خسارة الاحتلال الصهيوني لمعركة الذاكرة، وفشله في تحقيق التطبيع في المجتمعات العربية، مما دفعه للجوء للتسلل إلى المجتمعات العربية لتقبل الوجود الصهيوني وإزالة الحساسية معه من خلال المناهج والتلاعب بالمصطلحات التي تتناول العدو الصهيوني، مما يحمل المرأة مسؤولية أن تغطي الفراغ الذي تشهده المناهج اليوم في التعامل مع القضية الفلسطينية والتعريف بالعدو الصهيوني وتغذية الصراع معه حتى تحرير الأرض والمقدسات.
كما أكدت الرجبي ضرورة توسيع أدوات مواجهة المشروع الصهيوني عبر الفضاء الالكتروني رغم ما يشهده من هيمنة صهيونية وتقييد المجتوى الداعم للقضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر مجالات الأدب والدراما التي تدخل لكل بيت، مشيرة إلى ما شهدته بعض الاعمال الدرامية من تمرير مفاهيم التطبيع وكسب التعاطف مع الشخصية اليهودية الصهيونية من خلال الحديث عن جوانب إنسانية، إضافة لتقديم روايات حاولت التقليل من الشخصية الفلسطينية وتمجيد الاحتلال وتشويه التاريخ، حيث أكدت على ضرورة فضح المطبعين وكشفهم أمام الرأي العام، ومواجهتهم من خلال استراتيجية ثقافية وإعلامية متكاملة لخدمة القضية الفلسطينية وتعزيز مجالات الأدب والدراما والرواية التي تدعم الرواية الفلسطينية وتواجه محالات تزوير التاريخ والتلاعب بالمصطلحات وتكشف جرائم الاحتلال.