أكد المتحدثون في الندوة الالكترونية التي أقامها “الملتقى الوطني لدعم المقاومة” حول الاقتحامات التي يتعرض لها المسجد الأقصى على ضرورة وحدة العمل العربي والإسلامي المشترك في دعم القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الصهيوني مواجهة الاعتداءات الصهيونية ضد الأرض والمقدسات ومشاريع تهويد المسجد الأقصى الذي يتعرض لمخاطر محدقة.
واعتبر المتحدثون خلال الندوة التي أدارها الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص أن معركة سيف القدس غيرت من معادلة الصراع وأكدت أن معركة تحرير فلسطين باتت قريبة في ظل ارتفاع حالة الوعي الشعبي العربي والإسلامي تجاه قضية فلسطين رغم حالة التخاذل الرسمي، مما يتطلب التعبئة الشعبية لدعم المقاومة الفلسطينية لتشكل عنوان المرحلة المقبلة.
عكرمة صبري: الأقصى يتعرض لمخاطر محدقة ما يتطلب توحيد الجهود العربية والإسلامية في مواجهة الاحتلال
وأكد الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس وأمين أن الهيئة الإسلامية العليا في القدس أن المخاطر بالمسجد الأقصى محدقة مع استمرار الاعتداءات الصهيونية وتحويل القدس بثكنة عسكرية، كما أكد أن المسجد الأقصى مستهدف لما يمثله من صلة وصل للمسلمين بالقضية الفلسطينية، ظناً من الاحتلال أن وضع اليد على المسجد الأقصى سيقطع صلة المسلمين بفلسطين، وأن تنامي قوة المتطرفين الصهاينة الذين يسعون لوضع اليد على الأقصى وبناء الهيكل المزعوم يقومون بتوثيق اقتحاماتهم للمسجد الأقصى وبث ذلك لليهود عبر العالم لدفعهم للهجرة إلى فلسطين.
وأشاد صبري بالجهود الأردنية تجاه القدس والشعب الفلسطيني والتفاعل الشعبي والرسمي على الساحة الاردنية مع قضية القدس وفلسطين، كما ثمن مثل هذه الندوات والفعاليات التي تسعى لتنبيه الشعوب تجاه المخاطر المحدقة بالأقصى وتوحيد الطاقات والجهود في الدفاع عنه، كما أكد على المسؤولية الملقاة على عاتق الأمة العربية والإسلامية في مواجهة مخططات الاحتلال ضد المقدسات ونصرة القضية الفلسطينية.
إيمانويل مسلم: إن لم نكن حماة الأقصى فلبس لما حق أن نتواجد في القدس وحمايته حماية لكنيسة القيامة
فيما أشار الأب إيمانويل مسلم عضو الهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن المقدسات إلى ما تمثله القدس من قضية وطنية وعنواناً للقضية الفلسطينية مضيفاً ” القدس والمسجد الأقصى قضية للمسلمين والمسيحيين في فلسطين، وأقول للمسيحيين في فلسطين إن لم نكن نحن حماة الأقصى فليس لنا حق ان نتواجد في القدس وأن نكون عرباً فلسطينيين إذا أكل الأقصى فقيامتنا تؤكل، وإذا أكلت القيامة فستؤكل كنيسة القيامة”.
وأكد مسلم أن تراب فلسطين عربي إسلامي مسيحي لا حق لليهود فيه، وأن الاستعمار والاستيطان جاء إلى فلسطين وإقامة دولة لليهود بغطاء ديني والاستناد لما سماه بـ”الأصولية المسيحية لدعم هذه الدولة لتجميع اليهود في فلسطين ونزول المسيح ” بحسب مسلم، كما استعرض مراحل الهيمنة الصهيونية على القدس ودخولهم المسجد الأقصى وحفر الانفاق تحت أرض المسجد الأقصى بحثاً عن الهيكل المزعوم فيما يسعون حالياً للهيمنة على المسجد فوق الأرض.
واضاف مسلم ” نسأل دول العرب والمسلمين كم دولة منكم لم تعترف بإسرائيل وأين انتم من القدس والأقصى، وإلى أين تذهب الدول التي تطبع مع الاحتلال، ماذا تصنعون، فنحن في فلسطين نعدكم نفنى ولن تضيع القدس ونحن المسيحيين نفنى ولن يفنى الأقصى، وندعو الفصائل لتوحيد مقاومتها لبناء قوة مقاومة واحدة تكون طريقاً لتحرير فلسطين، وبعد معركة سيف القدس بدأت معركة التحرير”.
العكايلة: ما تتعرض له القدس يتطلب موقفاً رسمياً حازماً مع التعبئة الشعبية في مواجهة اعتداءات الاحتلال
فيما أكد رئيس الملتقى الوطني لدعم المقاومة الدكتور عبدالله العكايلة أن الظروف باتت مهيأة لتحرير فلسطين نظراً لحالة الوعي التي تمر بها الأمة والتي ظهرت خلال الحراك الشعبي في مختلف دول العالم الإسلامي خلال معركة سيف القدس التي أكدت أن معركة التحرير باتت قريبة، رغم حالة التخاذل الرسمي، مما يتطلب دعم المقاومة الفلسطينية التي غيرت معادلة الصراع مع الاحتلال وأكدت أن القدس والمسجد الأقصى هو عنوان الصراع، مما يجعل من المقاومة سداً منيعاً في وجه المشروع الصهيوني، كما أكد على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني السياسي على مشروع المقاومة والتحرير وأن تفرض المقاومة نفسها على أرض الواقع في مواجهة مشروع التسوية والتفريط بالحقوق.
و أكد العكايلة على ضرورة أن تقوم الحكومة بمسؤولياتها تجاه قضية القدس وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة وأن يقوم الأردن الرسمي بقيادة الملك عبدالله الثاني بإلغاء معاهدة وادي عربة واتفاقية الغاز التي تشكل دعماً لاقتصاد الكيان الصهيوني وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني وطرد سفير الاحتلال، مشيراً إلى عدة أوراق قوية بيد الجانب الرسمي للحفاظ على الوصاية الأردنية على المقدسات والتي تتعرض للاعتداء المتواصل من قبل العدو الصهيوني.
ودعا العكايلة إلى تحرك شعبي على مستوى القوى السياسية والأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني للتعبئة الشعبية والضغط على الحكومة لدعم قضية فلسطين والأقصى وتشكيل جبهة شعبية قوية داعمة لنضال ومقاومة الشعب الفلسطيني، وتعميم ذلك على الشعوب العربية والإسلامية ليأتي الدعم والمدد الشعبي عربياً وإسلامياً لتنطلق معركة التحرير بإسناد سياسي وعسكري وشعبي عربي وإسلامي، كما خاطب قادة الدول العربية والإسلامية الكبرى لعقد قمة عاجلة لدعم فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يستهدف الأمة بأكملها، والسعي لتشكيل جيش الأقصى لتتحقق معركة التحرير.
ارشيدات: على الحكومة اتخاذ إجراءات فاعلة وعاجلة بمواجهة الاعتداءات ضد المقدسات في القدس
من جهته أكد نقيب المحامين الأردنيين مازن ارشيدات أن المقاومة هي عنوان وحدة الشعب الفلسطيني على طريق تحرير كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني، كما أكد على الموقف الشعبي الأردني في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، فيما استنكر ما وصفه التقصير الواضح تجاه قرار السلطات الصهيونية السماح بالصلاة الصامتة وعدم الاكتفاء بالبيانات والشحب الإدانة، مع ضرورة اتخاذ اجراءات فاعلة وحازمة في مواجهة الاحتلال ومن ذلك الغاء الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال وطرد سفيره من الأردن، وسحب السفير الأردني وإغلاق سفارة الاحتلال، أو التلويح بهذه الإجراءات على الأقل.
وأشار ارشيدات إلى مساعي نقابة المحامين الاردنيين بالتعاون مع اتحاد المحامين العرب لمحاكمة الاحتلال الصهيوني امام المحكمة الجنائية الدولية، مع ضرورة اللجوء لمحكمة العدل الدولية من قبل الحكومتين الأردنية والفلسطينية واستخدام كافة الأسلحة بما فيها القانونية في مواجهة اعتداءات الاحتلال ضد الأرض والمقدسات والشعب الفلسطيني، فيما أشاد ارشيدات بالمقاومة الفلسطينية ومواجهتها للاحتلال ونجاحها في إسقاط صفقة القرن وإفشال مشاريع التطبيع التي هرولت باتجاهها بعض الانظمة العربية.
كنعان: ضرورة توثيق اعتداءات الاحتلال وفضح ممارساته أمام المجتمع الدولي
فيما اعتبر الدكتور عبد الله كنعان أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الاحتلال الصهيوني يمثل أصل الجريمة في فلسطين ومساعي تهجية أهلها منها، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي لا يعترف بالاحتلال الصهيوني لفلسطين ويشهد ما يمارسه الاحتلال من إرهاب وجرائم ضد الشعب الفلسطيني والأرض والمقدسات، مؤكداً على أهمية توثيق هذه الاعتداءات لفضح ممارسات الاحتلال أمام المجتمع الدولي إعلامياً وخلق ما سماه بالتذمر العالمي من الاحتلال الصهيوني والذي أدى لتصاعد دعوات المقطعة ضد إسرائيل ودعوات لوضع قوائم سوداء لمقاطعة مؤسسات وبضائع إسرائيلية ، ودعوات من شخصيات سياسية وادبية دولية تعتبر اسرائيل دولة فصل عنصري وتنتقد جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
كما أكد كنعان أن اقتحامات المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والاعتقالات والقتل والحبس المنزلي والتهجير بحق المقدسيين، ومحاولات تهويد حي الشيخ جراح وسلوان، وإحاطة القدس بالمتسعمرات وجرف المقابر والاراضي يعتبر ممارسات فصل وتمييز عنصري غير مسبوق على مستوى العالم.
وأشار كنعان إلى التضحيات الأردنية رسمياً وشعبياً تجاه القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس والتحركات الملكية للدفاع عن القدس، ودور وزارة الأوقاف في القدس، ودماء الشهداء الأردنيين في القدس وكل فلسطين، والدور الدبلوماسي الأردني في هذا الملف، مؤكداً أن الأردن سيطل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني، كما اعتبر ان الاحتلال الصهيوني بات يمثل عبئاً على العالم، وسط تصاعد المطالبات باتخاذ إجراءات لمعاقبة الاحتلال، مما يتطلب زيادة الجهد عبر مختلف الوسائل لا سيما منصات التواصل الاجتماعي لفضح ممارسات الاحتلال، والتحرك الدبلوماسي العربي الموحد في مواجهة الاحتلال.
المقري: المشروع الصهيوني يتراجع ويسعى لتحقيق إنجاز يطيل من عمر الاحتلال
وأشار عبد الرزاق المقري رئيس حركة مجتمع السلم من الجزائر إلى ما تمثله فلسطين من قضية جامعة لكل العرب والمسلمين، وارتباط الشعب الجزائري بفلسطين والقدس والمسجد الأقصى عبر التاريخ، ولما من تشابه بين الاحتلال الصهيوني ومرحلة الاحتلال الفرنسي للجزائر الذي كان إحلإلياً، مؤكداً على المشروع الصهيوني مرتبط بعدة أسس وهي الأرض والإنسان والتطبيع والتفوق العسكري والدعم الدولي وحالة المجتمع لكيان الاحتلال والعامل الديني لهذا المشروع، حيث حقق الصهاينة تقدماً في جبهة التطبيع الرسمي لكن مشروعهم تراجع في باقي المحاور مما دفعهم للتحرك بشكل كبير سعياً لتحقيق إنجاز لقلب هذه المعادلة والحفاظ على استمرار وجود هذا الكيان واستثمار حالة التفكك العربي وانشغال الشعوب بأزماتها الداخلية، وأن الدعم الدولي لهم بدأ بالتراجع في ظل تغير أولويات القوى الدولية لصالح ملفات أخرى.
وأكد المقري على ضرورة أن يبقى مشروع تحرير فلسطين حاضراً لدى سياسات الأنظمة رغم ما تمر به من تعقيدات وأزمات لما تمثله فلسطين من قضية أساسية ومشروع وطني لكل الدول، مع ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ضمن مشروع التحرير ومواجهة الاحتلال دبلوماسياً وقانونياً على المستوى الدولي وعزل الكيان الصهيوني، وتعبئة الجماهير لدعم القضية الفلسطينية عبر الإعلام والمناهج، وعدم عرقلة الشعوب عن القيام بدورها تجاه فلسطين.
وعلى المستوى الشعبي أكد المقري ضرورة الدعم المالي للمقاومة لأجل التحرير ودعم صمود المقدسيين ودعم العمل الاجتماعي والخيري، مع الدعم السياسي والإعلامي في مقاومة التطبيع، إضافة للعمل على مستوى البرلمانات ومنظمات المجتمع الدولي، ومراقبة الانظمة والضغط عليها لدعم القضية الفلسطينية، كما أكد على دور الشعب الفلسطيني في توحيد صفه الداخلي على مشروع المقاومة لتشمل كل فلسطين وإيجاد حل للتعامل مع العملاء المتعاونين مع الاحتلال، مع استمرار المقاومة الشعبية واستخدام الإعلام، إضافة لبناء تحالفات تخدم مشروع المقاومة والتحرير والنشاط الدبلوماسي والتواصل مع منظمات المجتمع المدني على مستوى العالم بما يدعم القضية الفلسطينية.
ذياب: ضرورة بناء جبهة فلسطينية وعربية للمقاومة ضد المشروع الصهيوني والتصدي لمشاريع التطبيع
فيما أكد الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب على ضرورة دعم المقاومة ومواجهة الاعتداءات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني وممارسات القتل والتهجير والاعتقال التي تمارس بحقهم، معتبراً أن المشروع الصهيوني يسعى لاستثمار ضعف الحالة العربية لا سيما حالة الهرولة من قبل بعض الانظمة الرسمية للتطبيع مع الاحتلال والتخلي على القضية الفلسطينية، فيما لا تزال الشعوب العربية ترى في القضية الفلسطينية قضيتها الأساسية وأن القدس هي عنوان الصراع مع المشروع الصهيوني الذي يمثل نقيضاً لمشروعها العربي النهضوي.
وأشار سعيد إلى حراك الشعوب العربية الداعم للقضية الفلسطينية خلال معركة سيف القدس وتأكيد التمسك بموقفها تجاه فلسطين، مما يعكس حجم التباين مع الانظمة الرسمية تجاه القضية الفلسطينية ورفض مشاريع التطبيع مع الاحتلال والتصدي لمشاريع التسلل الصهيوني إلى المجتمعات العربية، مؤكداً أن تجربة الشعوب العربية تدلل على أن المقاومة هي الرد الوحيد على الكيان الصهيوني وأن مشاريع التسوية تمثل وهماً يسعى الاحتلال من خلالها لتثبيت أركان وجوده على الأرض، مما يجعل من المطلوب إطلاق جبهة مقاومة عربية وجبهة مقاومة فلسطينية لوقف مشروع التفريط بالحقوق الفلسطينية والتصدي للمشروع الصهيوني الذي يتناقض وجودياً مع المشروع العربي.
وأكد ذياب أن معركة سيف القدس أعطت الأمل بأن التحرير قادم، ونجحت في توحيد الشعب الفلسطيني وإثبات فشل مشاريع سلخ الشعبي الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948 عن قضيتهم، معتبراً أن التحرر من المشروع الصهيوني من شانه أن يمكن الأمة من مشروعها وأن تأخذ مكانها الذي تستحقه في العالم.
بشور: ضرورة وحدة التيارات السياسية العربية على القواسم المشتركة وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس
من جهته أكد الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور أن طريق المقاومة والشهادة هو الرد على ما تتعرض له فلسطين والقدس والمسجد الأقصى من جرائم واعتداءات من العدو الصهيوني، مؤكداً أن الأمة باتت أقرب إلى التحرير في ظل ما يعيشه الاحتلال من حالة ارتباك أضافة إلى حالة الارتباك لدى حليفه الأمريكي وإدراكهم ان عمر الاحتلال لن يكون طويلاً.
وأضاف بشور ” الشعب الفلسطيني يقوم بواجبه في مقاومة الاحتلال، والعالم يتحرك لدعم القضية الفلسطينية ورأينا ما جرى خلال معركة سيف القدس من حراك شعبي على مستوى العالم داعم للحق الفلسطيني، فيما يشكل الواقع العربي الرسمي والشعبي نقطة الضعف التي تطيل من عمر المحتل ، وخين يتطور الموقف الشعبي سيتطور الموقف الرسمي من قبل الأنظمة التي تسعى حاليا للحفاظ على عروشها عبر الاستقواء بواشنطن والتطبيع مع الاحتلال، مما يتطلب أن تدرك هذه الانظمة أن مصيرها مرتبط بشعوبها عبر إعادة الزخم للشارع العربي وتجاوز ما يمر به من حالة انقسام بين التيارات السياسية والتوحد على القواسم المشتركة وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس، وهذا الملتقى نقطة مضيئة تعزز هذه الوحدة ويجب أن تعمم في الشارع العربي”.