أكد الناطق باسم حزب جبهة العمل الإسلامي، ثابت عساف، أن الجانب الرسمي في الأردن يمارس عملية تدمير للبيئة الحزبية، وإغلاق ممنهج للأفق السياسي، ما يوصل المواطن إلى قناعة بعدم جدوى الانخراط في العمل الحزبي.
وقال عساف في تصريحات لموقع ـ”عربي21″ إن الأردن يعاني من “دسترة السلطة المطلقة لطرف من أطراف النظام، حتى مع التعديلات التي قدمتها لجنة تحديث المنظومة السياسية”، مؤكداً أن “القوانين الحالية نزعت الولاية العامة من جميع الأطراف، وأبقتها في يد رأس النظام”.
ولفت عساف إلى أن التدخلات الأمنية في الحياة الحزبية تنفّر عن الانضمام للأحزاب، مستشهداً بمنع حزبه من إقامة الفعاليات والأنشطة المختلفة، “وتهديد العديد من أعضاء الحزب بفصلهم من وظائفهم إذا لم ينسحبوا منه، واعتقال بعضهم الآخر، وإيقاف آخرين على المعابر والحدود، وسحب جوازات سفرهم، ومصادرة أجهزتهم الخلوية وكمبيوتراتهم الشخصية”.
وأضاف أن حزبه يشهد بشكل أسبوعي طلبات استقالة من أعضائه، جراء الضغط الأمني، الذي يتمثل بالطلب من عضو الحزب أن يستقيل كشرط لتوظيف شقيقه أو قريبه، مشيراً إلى أن “طلبة الجامعات يُمنعون من الانضمام للأحزاب وممارسة العمل الحزبي بطريقة أو بأخرى”.
وأوضح الناطق باسم أكبر الأحزاب الأردنية، أنه “تحت الضغط الأمني والبيئة السياسية؛ نجد أن ثمة هندسة للانتخابات ولشكل الأحزاب القادمة، إضافة إلى منظومة متكاملة من القوانين والممارسات التي لا تضمن تحقيق المخرجات المطلوبة في تمثيل رأي الشارع، وإيصال صوته وإرادته”.
وقال عساف إن ثمة حالة من الوعي تشكلت في الشارع الأردني بعد ثورات الربيع العربي، مفادها أنْ لا جدوى من العمل السياسي والحزبي، “فهناك جزء كبير من المواطنين لم يدلوا بأصواتهم في عدة دورات انتخابية؛ لأنهم يرون أن أصواتهم لا تجد طريقها إلى التمثيل، وأن السلطة السياسية تقوم بعملية تهشيم لصورة المؤسسات المنتخبة”.