استقبلت قيادة الحركة الإسلامية مساء اليوم المعزين بوفاة الدكتور يوسف القرضاوي وذلك في قاعة الأمانة العامة لحزب جبهة العمل الإسلامي بدعوة من مجلس علماء الشريعة في الحركة الإسلامية، حيث يتوافد جمع من الشخصيات السياسية والوطنية وعلماء الشريعة وكوادر الحركة الإسلامية للتعزية بوفاة الشيخ القرضاوي الذي شيع جثمانه اليوم في قطر.
وأستذكر المتحدثون في اللقاء بمشاركة قيادات من جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي مسيرة الشيخ القرضاوي الذي وهب حياته لخدمة الإسلام والتربية والدعوة الإسلامية والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة المظلوم والتصدي للظلم والاستبداد عبر منابر الحق والوعظ والإرشاد، والسعي لتوحيد كلمة الأمة الإسلامية، وكان من رواد الفكر على المستوى الدولي وكانت له المئات من الاسهامات والكتب في مجال علوم الشريعة والفقه والفكر.
وقال النائب الثاني للأمين العام للحزب الدكتور غازي الدويك الذي أدار اللقاء في كلمة له ” نودع اليوم عالما موسوعيا ربانياً مجاهدا، نودع فقيد الأمة الشعوب المكلومة وفقيد فلسطين وشعبها وقضيتها، وملئت كتبه ومؤلفاته ومراجعه ملء السمع والبصر وأصبح مراجع لكل ذي علم في مجال الفكر والشريعة، وارتبط اسمه بتأسيس مجامع ومؤسسات ولافتات دعوية وفقهية وشرعية ونمت هذه المؤسسات وأصبح لها دورها الكبير ومن ذلك الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمحلس الأوروبي للإفتاء لمعالجة مشكلات المسلمين في الغرب والهيئة العالمية لخدمة الإسلام وموقع إسلام أون لاين”.
فيما أشار نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد عقل لما كان يتميز به الشيخ القرضاوي رحمه الله من روح المبادرة ونشر الخير ورسالة الدعوة والجهاد ومواجهة تحديات الأمة والتصدي للظلم والعدوان رغم ما واجهه من السجن والتضييق، و كان لالتحاقه بجماعة الإخوان المسلمين أثر في صقل شخصيته وفكره بما يخدم مشروع الدعوة وقضايا الأمة ونهضتها وحضارتها ومواجهة الأفكار الهدامة، فكان من رواد الصحوة الإسلامية المعاصرة، وكان يربط بين واقع البشرية وما تشهده من مستجدات عبر اجتهاداته الفقهية التي تتسع لكل البشرية.
واضاف عقل ” كان شيخنا رحمه الله من أبرز من دافع عن القضية الفلسطينية ودعم حركاتها المجاهدة وعلى رأسها حركة حماس وكان لمواقفه ثمن باهظ عبر الكيد له من قبل الصهاينة وأعوانهم وكان له جهد في تأسيس مؤسسات عدة دافعت عن الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى منا كان ملهم الشعوب خلال ثوراتهم في الربيع العربي وصوتهم ضد الظلم والاستبداد فتصاعدت ضد الهجمات لمحاربته، لأنه كان يجمع بين الانتصار للقضية الفلسطينية والدفاع عن حرية الشعوب وكرامتهم، فكان القرضاوي ملك للأمة جمعاء وليس فقط لجماعة الإخوان المسلمين التي تفتخر بأن دعوتها أبدعت الكثير من الشخصيات التي كان لها بصماتها تجاه قضايا الأمة والشعوب”.
وأضاف النائب الأول للأمين العام للحزب المهندس وائل السقا “نستذكر اليوم مناقب عالم ومجاهد هو فقيد الأمة العربية والإسلامية الذي بغيابه سيترك فراغاّ كبيرا في روح الجهاد والعلم، وكان له دوره في خدمة الدعوة الإسلامية وقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فكان المجاهد العالم والمرابط”.
فيما أكد رئيس كتلة الإصلاح النائب صالح العرموطي أن الدكتور القرضاوي كان صاحب رؤية واضحة لا يجامل على حساب قضايا الأمة ، ظل مدافعاً عن الحق والتصدي للظلم والاستبداد، واستمر بمسيرة العلم والخير والعطاء، وأبدع في اجتهاده في خدمة دعوة الإسلام في العالم أجمع.
وأضاف العرموطي ” القرضاوي كان فارساً انتصر لفلسطين ولقضايا الأمة العربية والإسلامية، وكان من زعامات العالم الإسلامي ومفكريها، وانتاج مئات الاصدارات الشرعية والفكرية، واستنكر ما تعرض له من هجمة ظالمة، فالتاريخ سيسجل بفخر هذا العالم المجاهد الرباني”.
من جهته قال السفير الفلسطيني السابق ربحي حلوم ” تعجز الكلمات عن التعبير عن مشاعر الالم والحزب لفقيد الأمة وفقيد فلسطين لأن ما قدمه يفوق ما قدمه آلاف من المقاتلين ، عبر ما قام به من نشر الفكر التحرري ضد الظلم والاستبداد، وكان فكرا وإيمانا وعملا ، ومثالا يحتذى به لكل الأحرار”.
في حين أكد الأمين العام السابق لحزب الحياة ظاهر عمرو أن بوصلة فلسطين تمثل مؤشرا على صدق صدق العلماء وهو ما كان يتميز به الشيخ القرضاوي الذي ظل منتصراً للحق والجهاد في وجه الاحتلال والاستبداد.
فيما أكد الأمين العام لحزب الحياة الدكتور عبدالفتاح الكيلاني أن القرضاوي قضى مجاهدا في الدفاع عن الإسلام والمسلمين ، فواجه المحاربة من قبل أعداء الأمة، وكان من المدافعين عن قضية فلسطين وقضايا الأمة الإسلامية.
وأكد النائب السابق الدكتور مصطفى العساف الشيخ القرضاوي كان يشكل حالة فريدة متميزة لمواكب العلماء، وعاش في مرحلة فارقة وعصيبة من تاريخ الأمة التي تكالب عليها أعداءها، فيما تصدى ثلة من العلماء لكل ما يستهدف الأمة ووحدتها من مؤامرات خبيثة، وحاربه خصومه لما كان يقدمه القرضاوي من الصورة الصحيحة للإسلام والاعتدال والفكر الذي كان أداة رفع لجيل الشباب والأمة، وكان يقوم فكره على أساس المؤسسية والتجميع.
فيما قال الدكتور أحمد الشحروري القيادي في الحركة الإسلامية في كلمة له ” الشيخ يوسف القرضاوي كرر أمثلة لعلماء عظماء في القرن العشرين والذي يليه ومروا على مدرسة الإخوان المسلمين، وكانوا لكل المسلمين وشخصيات جمعت الأمة وألفوا للإسلام والمسلمين وربوا شباب الأمة ولم يكونوا فقط لحزب أو فصل واحد فكانت مدرستهم للأمة جمعاء، فكان الهجوم عليهم هجوماً على الإسلام وليس فصيل أو تيار معين “.
وفي ختام الفعالية أدى الحضور صلاة الغائب على روح الشيخ القرضاوي.