أكدت النائب السابق والمختصة في الشأن التربوي هدى العتوم أن هناك حملة ممنهجة مدعومة خارجياً تستهدف المناهج الأردني وما تتضمنه من قيم ومضامين تعبر عن الدين وهوية المجتمع العربية والإسلامية والهوية الوطنية والقضية الفلسطينية ، بحيث باتت المناهج الجديدة عاجزة عن تحصين الطالب ضد آفات المجتمع والشذوذ وعاجزة عن غرس هوية المجتمع وقيمه والثوابت الإسلامية والهوية الوطنية في نفوس الطلاب وتغمل على بناء جيل ضعيف فكرياً ضمن حملة مسار يستهدف المجتمع الأردني، مؤكدة على أهمية دور أولياء الأمور والمعلم والمجتمع في مواجهة هذه الحملة.
تصريحات العتوم جاءت خلال محاضرة لها أقامها القطاع النسائي في حزب جبهة العمل الإسلامي بعنوان ” دور الأم والمعلمة في ضوء تغيير المناهج الدراسية” في مقر الأمانة العامة للحزب.
وأشارت رئيسة القطاع النسائي في الحزب الدكتورة ميسون دراوشة التي أدارت أعمال الندوة إلى أنها تأتي لمناقشة التغييرات على المناهج الدراسية خلال وأثرها على الأسرة والطلبة والدور المأمول من أولياء الأمور والمعلمين والمعلمات للتعامل مع أثر هذه التعديلات على الأبناء ومعالجة ما تتضمنه من ثغرات تمس قيم المجتمع وهويته العربية والإسلامية.
فيما أشارت العتوم إلى ما يجري من تفكيك إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم وفصل المناهج عنها لصالح المركز الوطني للمناهج حيث يعبر المنهاج المدرسي عن فكر وزارة التربية لما يحب أن يتحصل عليه أكثر من ٢ مليون طالب من تعليم وأساس العملية التعليمية، مشيرة إلى أن بدء التغيير في المناهج المدرسية تم بعد إتفاقية وادي عربة وتعديل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحديث عن العدو الصهيوني، ومن ثم التوسع في تعديل المناهج بعد عام 2016 بما يمس قيم المجتمع وهويته العربية والإسلامية وحذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنصوص والثقافة الإسلامية.
كما اعتبرت العتوم أن إنشاء المركز الوطني للمناهج عام 2017 من اخطر التحولات المتعلقة بالمناهج الاردني التي تم إنشاءه ليعمل خارج إطار ديوان المحاسبة وعلى أنه مؤسسة مستقلة عن وزارة التربية والتعليم التي تضم الكثير من الكفاءات وذوي الخبرة في تأليف وتطوير المناهج ، حيث أعلن المركز الوطني للمناهج عام 2018 عن اعتماد مناهج كولينز البريطانية في المدارس الذي لا يتضمن أي صبغة وطنية أردنية ولا يمت مضمونه بأي صلة للبيئة والثقافة الأردنية ولا يراعي واقع الأسر الأردنية.
وأشارت العتوم إلى نجاح ما جرى من حملات شعبية ضد تعديلات المناهج في التراجع عن جزء كبير منها لاسيما مناهج كولينز، مما يؤكد ضرورة التحرك الشعبي في هذا الصدد ورفض الاستسلام لهذا الواقع أو تجاهل ما يتم من حملة تستهدف المناهج الدراسية، إضافة إلى دور المعلم في معالجة هذه المناهج وتمرير المفاهيم التي تم حذفها ومعالجة ما في المناهج من خلل من خلال الحصة الصفية والنشاطات غير المنهجية، ودور أولياء الامور في متابعة أولادهم وما يتلقونه من مناهج مدرسية وتوضيح المفاهيم اللازمة لهم المتعلقة ببناء الشخصية وتحصين الطفل أخلاقياً ودينياً ووطنياً وربطه بقضايا الأمة لا سيما القضية الفلسطينية.
كما أشارت العتوم إلى مخاطر فصل المركز الوطني للمناهج عن وزارة التربية والتعليم من مخاطر الفجوة بين من يقوم بوضع المناهج ومن يقوم بوضع الامتحانات الخاصة بهذه المناهج لا سيما في الثانوية العامة، والفجوة في استراتيجيات التدريس الخاصة بهذه المناهج، وبالتالي تقزيم دور الوزارة وتقليص صلاحياتها في إدارة العملية التربوية، مضيفة ” نتابع بقلق ما يصدره المركز الوطني للمناهج الذي وعلى رأس ذلك الإطار الخاص للمناهج المدرسية والذي يحدد الأسس والنتاجات التي يجب أن تتضمنها المناهج سواء ما تم طبعه أو ما لا يزال قيد التأليف ووجدنا فيها ما يشكل خطراً على تربية الطالب وتنشئته وتحصينه “.
واستعرضت العتوم جانباً من دراسة قام عليها فريق من التربويين والأكاديميين تقارن بين الإطار العام للمناهج الذي كانت أعدته وزارة التربية والتعليم في المناهج السابقة، وما تم وضعه من المركز الوطني للمناهج من إطار عام للمناهج اعتمدت على حذف واستبدال كثير من المضامين التي كانت تعتمدها وزارة التربية والتعليم لا سيما ما هو متعلق بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية ونصوص السيرة النبية وسير الصحابة والنصوص التي تتحدث عن العلاقة مع اليهود ومع الآخر والنصوص الدينية والمفاهيم والثقافة الإسلامية وترحيلها بهدف تسطيح المعلومات المتعلقة بهذه المضامين بما لا يحصن الطفل من الآفات المجتمعية التي تمس القيم والأخلاق وهوية المجتمع ومنظومة الأسرة.