ندوة ” العمل الإسلامي” تدعو لاستراتجية وطنية أردنية وفلسطينية في مواجهة التهديدات الصهيونية
البطوش: ضرورة بناء حالة مصالحة وطنية والأردن لديه خيارات مفتوحة لمواجهة تهديدات المشروع الصهيوني
العضايلة: قوة الأردن بالاستناد للموقف الشعبي بمواجهة الخطر الصهيوني مع ضرورة دعم الصمود الفلسطيني ومقاومته للاحتلال
الرنتاوي: كلفة التكيف مع كيان الإحتلال اكبر بكثير من كافة المواجهة معه
الحمد: ضرورة بلورة استراتيجية أردنية وفلسطينية مشتركة في مواجهة التهديدات الصهيونية
أكد المتحدثون في الندوة التي أقامتها لجنة فلسطين والقدس في حزب جبهة العمل الإسلامي على خطورة ما يتعرض له الأردن من استهداف من قبل المشروع الصهيوني لا سيما في ظل حكومة نتنياهو الاكثر تطرفاّ والتي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية وتهديد المصالح الأردنية، ما يتطلب رؤية فلسطينية وأردنية مشتركة في مواجهة هذه التهديدات، وبناء استراتيجية وطنية للتعامل مع الإحتلال على أساس تمتين الجبهة الداخلية وانسجام الموقف الرسمي مع الشعبي في مواجهة المشروع الصهيوني ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
وتحدث خلال الندوة التي أدارها رئيس لجنة فلسطين والقدس في الحزب المهندس بدر ناصر كل من اللواء المتقاعد الدكتور رضا البطوش والأمين العام للحزب المهندس مراد العضايلة ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد ورئيس مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي بحضور جمع من الشخصيات السياسية والوطنية وقيادة الحزب.
البطوش: ضرورة بناء حالة مصالحة وطنية والأردن لديه خيارات مفتوحة لمواجهة تهديدات المشروع الصهيوني
وحذر اللواء المتقاعد الدكتور رضا البطوش من خطورة ما يتعرض له الأردن من استهداف لإضعافه في مواجهة المشروع الصهيوني عبر مساعي زعزعة استقراره وإنهاك المجتمع تحت شعارات مختلفة، وصولاً لتوفير بيئة ينفذ خلالها الاحتلال مشروع التهجير الأخطر ومشاريعه التوسعية وتهويد كل فلسطين.
وأكد البطوش ضرورة توحد الشعب الفلسطيني على أساس مشروع وطني للتعامل مع الإحتلال وتوحيد القيادة الفلسطينية للحفاظ على الحقوق الفلسطينية ومواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، كما أكد أن الأردن لديه العديد من الخيارات المفتوحة لمواجهة التهديدات الصهيونية وأنه قادر على المواجهة، مما يتطلب تمتين الجبهة الداخلية للتوحد خلف قيادة الدولة في مواجهة هذه التهديدات.
وحذر البطوش من أن استمرار الوضع الحالي سيكون له تداعيات خطيرة على الوطن ، وأنه لا بد من مصالحة وتعزيز القيم الوطنية واستقلال القضاء وتمكين الشعب من المشاركة في صنع القرار ، ودعم صمود الشعب الفلسطيني الذي يعتبر. واجباً وطنياً مقدساً في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يستهدف الأردن وفلسطين.
الحمد: ضرورة بلورة استراتيجية أردنية وفلسطينية مشتركة في مواجهة التهديدات الصهيونية
فيما أشار رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد لما يتعرض له الكيان الصهيوني من تغيرات داخلية،ومساعي حكومة نتنياهو لتنفيذ مشاريع الضم وإنهاء حل الدولتين، والتوسع في مشاريع الاستيطان والضم وتهويد القدس ومصادرة الأراضي والتهجير ، ومواصلة مسار التطبيع مع الأنظمة العربية على حساب القضية الفلسطينية.
وأكد الحمد ضرورة بلورة استراتيجية أردنية وفلسطينية مشتركة في مواجهة التهديدات الصهيونية مع ضرورة معالجة حالة الانقسام الفلسطيني وتوحيد الموقف الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال،كما حذر من خطورة مسار التطبيع العربي على الدور الأردني تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني وتوفير تخالف عربي فلسطيني لتقوية الموقف الفلسطيني وبما يخدم المصالح الأردنية، والانفتاح الأردني الرسمي على مختلف القوى الفلسطينية.
كما أكد الحمد ضرورة تمتين الجبهة الداخلية والانتقال من مربع التخوف من الانفتاح السياسي إلى مربع تمتين الجبهة الداخلية والابتعاد عن سياسة الإقصاء تجاه أي من مكونات المجتمع الأردني والتصالح مع مختلف قوى المجتمع وعلى رأسها الحركة الإسلامية وتحشيد المجتمع في مواجهة الخطر الصهيوني، مع ضرورة الانتقال من مربع التمسك بمسار التسوية الذي ينتهكه الاحتلال إلى مربع الاستعداد للمواجهة مع المشروع الصهيوني، والسعي لدور أردني لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
العضايلة: قوة الأردن بالاستناد للموقف الشعبي بمواجهة الخطر الصهيوني مع ضرورة دعم الصمود الفلسطيني ومقاومته للاحتلال
فيما أكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة أن الأردن والقضية الفلسطينية يمران بمرحلة خطيرة تعبر عنها حكومة نتنياهو المتطرفة التي تأتي استكمالاً للمشروع الصهيوني الذي يستهدف الأردن وفلسطين بعد عقود من الوهم بمسار التسوية الذي فرط بالأرض والحقوق، فيما تتوجه الأمور إلى مرحلة حسم الصراع في ظل انتهاء خيار حل الدولتين على أرض الواقع.
وأضاف العضايلة ” عندما يمنع السفير الأردني من دخول المسجد الأقصى وتأكيد أن الاحتلال هو من يعطي الأذن وأنه لا يعترف بالوصاية الأردنية عليها، الخطر اليوم يتهدد الأردن الذي لديه عدة أوراق قوة في مواجهة الاحتلال لكن يتم حصر السياسة الأردنية ضمن خيار التسوية وفي ظل غياب أي عمق عربي , مما يتطلب تغير هذه الاستراتيجية والاستناد إلى الموقف الشعبي الذي يعتبر أبرز أدوات القوة الحقيقة للأردن والذي يمر اليوم في أصعب الظروف نتيجة السياسات الرسمية في مختلف المجالات لا سيما بعد مسار وادي عربة مما أضعف مؤسسات الدولة والمجتمع والقوة المجتمعية سياسياً واقتصاديا واجتماعيا”.
وأكد العضايلة أن المطلوب بناء معادلة جديدة وتغيير النهج القائم مما يتطلب تقوية الصف الداخلي لمواجهة الخطر الصهيوني بدلا من خيارات الالتحاق بمسار التطبيع الابراهيمي الذي يزيد من حالة إضعاف الدولة وتقييد أدواته وخياراته في مواجهة مشاريع الاحتلال ورهن قطاعات الأردن الحيوية بيد الكيان الصهيوني، إضافة لملفات التنسيق الأمني وأمن الحدود، مضيفاً ” المقاومة الفلسطينية تمثل سد منيع في وجه مخططات الاحتلال ومنها ما يسمى بالخيار الأردني التي يسعى لتنفيذها الاحتلال، فالتعويل الأبرز هو على الشعب الفلسطيني الذي يبدع في أساليب مقاومة الاحتلال والتصدي للعدوان الصهيوني مما يؤكد ضرورة إسناد صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال بمختلف الوسائل ، وعلى صانع القرار أن يدرك أن الخطر يتقدم نحو الأردن لحظة بلحظة ، والأردنيون مستعدون للتضحية في سبيل الحفاظ على الأردن في مواجهة الخطر الصهيوني وحماية المقدسات”.
الرنتاوي: كلفة التكيف مع كيان الإحتلال اكبر بكثير من كافة المواجهة معه
في حين أشار رئيس مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي إلى اهداف حكومة نتنياهو الجديدة المتمثلة بعدة ملفات أبرزها إيران واتفاقيات التطبيع و الاستيطان وشرعنة البؤر الاستيطانية ومشاريعه تهويد القدس وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، وإحكام الهيمنة على مساحات واسعة من الضفة الغربية ضمن مساعي حسم الصراع وفق سياسية الأمر الواقع وتنفيذ سيناريو الترانسفير السياسي الذي يشكل خطورة على الأردن والقضية الفلسطينية وإعادة العمل بنا يشبه نظام روابط القرى ليشمل روابط للمدن وتشكيل كيانات بشرية معزولة والوصول لتحميل الأردن عبء إدارة هذه الكيانات سياسيا ً تحت أي مسمى كونفدرالية أو غيرها من المسميات عبر ضغوطات تفرض ذلك على الأردن وفلسطين.
وأكد الرنتاوي أن هذا الاحتلال يسعى لتنفيذ هذا الخيار، إضافة إلى استمرار استراتيجية الإحتلال لحصر خيار المقاومة داخل قطاع غزة ومنع انتقالها للضفة الغربية عبر التصعيد العسكري وغيرها، مع السعي لاستمرار مسار التطبيع لتشمل السعودية في حين تسعى واشنطن لضم الأردن والسلطة الفلسطينية للمشروع الإبراهيمي ضمن مساعي السلام الاقتصادي وضمان حالة استقرار أمني، محذرا من انخراط الأردن ضمن مستر اتفاقيات ابراهام التي تشكل ضوءا اخضر للاحتلال الاستمرار في مشاريعه العدوانية، مؤكدا أن الرهان على خيار التسوية رهان ثبت فشله ولا يصر عليه سوى واهم أو متواطئ.
وأشار الرنتاوي إلى أنه خلال المرحلة المقبلة لا سيما بعد الانتخابات الأمريكية المقبلة في ظل احتمالات عودة الجمهوريين سيسعى نتنياهو لتطبيق مشاريعه الكبرى، كما أشار إلى ظاهرة المقاومة التي خطها شباب الضفة من خلال عرين الأسود وغيرها يعملون بآليات جديدة يصعب السيطرة عليها، حيث تعتبر الضفة الغربية التحدي الأكبر للاحتلال، كما أكد ضرورة فم اعتمادية الأردن على الاحتلال في قطاعات حيوية ووقف التنسيق الأمني مع الإحتلال والتعامل معه كقوة احتلال عنصري والتعامل بأوراق القوة لدى الأردن ومنها الانفتاح على كافة الفصائل والقوى الفلسطينية ودعم خيارات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ، مع بناء جبهة داخلية قوية وإعادة بناء العلاقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، مؤكدا أن كلفة التكيف مع كيان الإحتلال اكبر بكثير من كافة المواجهة معه.