أكد المتحدثون في حفل إشهار كتاب “خمسة الاف يوم في عالم البرزخ” للأسير حسن سلامة والذي إقامته لجنة فلسطين في الحركة الإسلامية مساء اليوم على أهمية نقل تجارب الأسرى في سجون الإحتلال وصمودهم في وجه ممارسات السجان الصهيوني رغم ما يواجهونه من معاناة وممارسات لكسر إرادتهم.
وأشار المتحدثون خلال الفعالية التي أقيمت في حزب جبهة العمل الإسلامي وأدارها الإعلامي حبيب أبو محفوظ إلى ما تضمنه الكتاب الذي يروي قصة البطولة والتضحية التي عاشها الأسير حسن سلامة خلال 14 عاما في أقسام العزل الانفرادي قي سجون الاحتلال.
وأكد الدكتور أحمد نوفل في كلمته على دور الإيمان في صمود الفرد في مواجهة ما يمر به من صعاب ومحاولات لكسر إرادته.. مشيرا إلى ما تضمنته الكتاب من تجسيد لواقع الأسرى في سجون الاحتلال، وذلك في أسلوب مبدع ناضج رغم المعاناة التي يعيشها الأسير في السجون لا سيما ما عاشه الأسير حسن سلامة في العزل الانفرادي ، وتحدي الأسرى للسجان الصهيوني .
وأكد ضرورة أن ينشر الأسرى تجاربهم للأمة لشحن النفوس ضد العدو وممارساته الإجرامية وتعزيز الحالة النفسية الشعبية الرافضة لأي تعامل مع الكيان الصهيوني وترى فيه كياناً مجرماً تجب مقاومته، مشيراً إلى ضرورة دعم صمود الأسرى وأن يستعين الأسرى بالعبادة في مواجهة السجان، محذرا من كل من يريد أن ينشر ثقافة اليأس.
واضاف “صدق صاحب الكتاب عندما تحدث بأن العزل قتل لما فيه من أذى للأسير، وعن جبن السجان أمام الأسير ، وهذا الكتاب يمثل ملحمة يجب أن تنشر للأمة لإحياء مشاعر العزة في نفوس الجميع”.
وفي كلمة مسجلة ثمنت الأسيرة المحررة غفران الزامل زوجة الأسير حسن سلامة دور الحركة الإسلامية والجهات الداعمة لقضية الأسرى في التعريف بقضيتهم،مشيرة إلى أنالكتاب مر برحلة طويلة حتى وصل للنشر وعبر رسائل استغرقت شهورا في رحلة من السجن الانفرادي إلينا لتجسد معاناة العزل الانفرادي ومعاناة الأسرى ورغم مصادرة عدد منها لم يكن سهلة أن أدون ليكشف عالماً مغيباً سمي بعالم البرزخ.
واضافت الزامل ” هذه الكلمات الذي تجسد عذاباته وعشت هذه الكلمات و ألمها فكانت مشاعر متداخلة بين الالم وبين القهر والتحدي والقهر والإصرار على المواجهة.. صفحات هذا الكتاب لم تكتب لتقرأ فقط بل هي أمانة وضعت لتحمل المهم ومعاناتهم لفضح ممارسات الاحتلال القمعية ضد الأسرى, فهذا الكتاب شهادة حية تاريخية تلاحق المحتل في كل محفل دولي مما يوجب على الجميع حمل هذه القضية لنقلها والانتصار بها والمساهمة في تخفيف المعاناة عن الأسرى”.
وأكدت ضرورة دعم صمود الأسرى الذي يتجهزون لمعركة الإضراب عن الطعام في مواجهة السجان الصهيوني.
من جانبه، أكد الدكتور أيمن العتوم أن الشعب الفلسطيني شعب جبار مناضل بشكل أسطوري ويقدمون التضحيات صغاراً وكباراً والتضحية بفلذات أكبادهم ، كما أشار إلى نضال الأسرى على مدى عقودا قدموا نماذج بطولية يجب أن تسطر ليعيش كل فرد ما يواجهه الأسير من معاناة بما في ذلك معاناتهم وهم في حالة المطاردة من قوات الاحتلال.
وأضاف ” العزل جنون ، معجزة أن يعيش الأسير حسن سلامة ١٤ عاماً في العزل الانفرادي وحافظ على نفسه من الجنون وفقدان الوعي، فيما أن صمود الأسرى نابع من الإيمان والأمل بأن هناك يوماً ستنتزع فيه حقك بالحرية والتشاركية الذي تجسده الحركة الأسيرة داخل السجون، وانتظار لقاء من يحبونهم خارج السجن، وتجربة حسن سلامة هي منهاج يدرس نفتخر به “.
فيما قال رئيس دائرة فلسطين في الحركة الإسلامية معاذ الخوالدة أن الحديث عن الأسرى “هو حديث عن الصفوة الذي اصطفاهم الله لحمل راية الجهاد والدفاع عن أطهر بقاع الأرض والذين لن تنصفهم الكلمات خاصة عندما نتحدث عن جيش في صورة رجل اسد ارعب سجانه رغم أنه في زنزانة تحيط به من كل جانب ولا يعرف معنى الخوف ولا يعرف سوى العزيمة والإصرار والإرادة وهو يخاطب السجان موقنا بالحرية على أيدي المقاومة والرد على جرائم الاحتلال”.
وأشار إلى الابتسامة التي ارتسمت على وجه الأسير حسن سلامة لحظة الحكم عليه بالسجن ١٤ مؤيدا وهي ابتسامة خلدها التاريخ تعبيرا عن اليقين بالنصر، مضيفاً ” من يقرأ المذكرات يعيش مزيجاً من المشاعر من الفخر والاعتزاز بهذا البطل الذي لم تهزمه كل ادوات السجان والتعذيب وحرمان الإنسان من إنسانيته، لكن كان ينبض قلبه بالحب والحياة وعقد قرانه من داخل زنزانته ليؤكد أن الشعب يعشق الحياة التي لن يتوانى أن يصحى بها دفاعا عن كرامته وأرضه ، موجها التحية لزوجته الأسيرة المحررة غفران الزامل التي جسدت بشكل حي كيف تكون المرأة شريكة في الجهاد والمقاومة”.
فيما تحدث الأسير المحرر مازن ملصة إلى واقع معاناة الأسرى في سجون الاحتلال وصمودهم في وجه ممارسات الإحتلال، مشيراً إلى شهادته على كثير من الحقائق التي أوردها الأسير حسن سلامة في كتابه لا سيما في سجن ايلون ، وتجربته خلال فترة الأسر خلال العزل الانفرادي في ذات القسم في سجن بئر السبع مشيراً إلى دور الأسير حسن سلامة في رفع معنويات الأسرى في سجون الاحتلال رغم العزل الانفرادي.