- معركة طوفان الأقصى كشفت زيف حديث المجتمع الدولي عن حقوق الإنسان وفشله في وقف حرب الإبادة الجماعية والمجازر التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني
- طالب الجانب الرسمي بإطلاق حوار وطني لبناء رؤية إستراتيجية في مواجهة التهديدات الصهيونية ضد الأردن وسيادته والتي تضعه في عين الاستهداف الوجودي
- أكد أن عنصر القوة الرئيس للعالم العربي في مواجهة التهديدات الصهيونية هو الانسجام مع إرادة الشعوب وعدم الرهان على معاهدات التسوية أو على الإدارة الأمريكية
بيان صادر عن المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي
تمر الذكرى السنوية الأولى لعملية السابع من أكتوبر المجيد التي شكلت نقطة تحول هامة واستراتيجية في تاريخ المنطقة والقضية الفلسطينية والأمّة كلها ووضعت الكيان الصهيوني والعالم أمام اختبار دولي وعالمي أخلاقي وإنساني سقطت فيه هذه الأطراف، وأفشلت مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية في ظل مسار التطبيع ، وأعادت القضية إلى نصابها الصحيح في صدارة الاهتمام العربي والدولي كقضية شعب يسعى إلى التحرر من الاحتلال الغاشم.
تمر هذه الذكرى السنوية ولا تزال المقاومة الفلسطينية صامدة ويدها على الزناد رغم عام من العدوان الصهيوني الإجرامي بشراكة أمريكية ودعم غربي مطلق وتخاذل عربي رسمي ولا تزال تلحق خسائر فادحة في صفوف جنود الاحتلال وصواريخها تدك عمق الكيان الصهيوني الذي فشل في تحقيق أهدافه من العدوان، لتثبت هذه المقاومة أن الطوفان والقوة هي ما يمكن أن يحقق التحرير لكل شبرٍ من أرضنا، واستعادة حقوقنا، وليس عبر المفاوضات العبثية ومسار التسوية الذي لم يجلب على مدى عقود من الزمن سوى مزيد من التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني، وتنفيذ الاحتلال لمشاريعه التوسعية وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة الغربية التي تصاعدت فيها عمليات المقاومة النوعية رغم ممارسات القصف والاقتحام والقتل والأسر في مختلف مدنها.
عام على ذكرى 7 أكتوبر ومعركة طوفان الأقصى أثبتت زيف حديث المجتمع الدولي عن حقوق الإنسان، وفشل النظام العربي الرسمي والدولي وكافة المنظمات الدولية الحقوقية في وقف حرب الإبادة الجماعية والمجازر التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني على مدى 365 يوماً والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 150 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وممارسة جرائم حرب لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاً عبر ممارسات التجويع والتهجير وتدمير كافة مقومات الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني سطروا ملاحم الصمود والتضحية في مواجهة هذه المحرقة وأكدوا تمسكهم بأرضهم والمقاومة حتى يتحقق النصر والتحرير.
ويرى الحزب أن ما تتعرض له المنطقة من عدوان صهيوني يستبيح دول العالم العربي والإسلامي لا سيما في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا يؤكد على العقلية الاستعمارية لدى هذا العدو الذي يلجأ لإشعال المنطقة للتغطية على فشله العسكري في غزة وتصدير ما يعيشه من أزمة داخلية واقترابه من حالة الانهيار الداخلي التي تعكسها تصريحات قادة هذا الكيان وهروب أكثر من مليون مستوطن إلى الخارج وتكبده خسائر اقتصادية فادحة، مما أكد ضعف وهوان هذا الكيان لولا الدعم الغربي المطلق له.
وإننا في هذا الصدد نؤكد على ما يلي:
١) نطالب الجانب الرسمي بإطلاق حوار وطني لبناء رؤية إستراتيجية في مواجهة التهديدات الصهيونية ضد الأردن وسيادته والتي تضعه في عين الاستهداف الوجودي سواء ما عبرت عنه تصريحات قادة الكيان الصهيوني، أو عبر ممارسات الاحتلال في غزة والضفة الغربية والقدس ضمن مخططات التهجير وفرض الوطن البديل، مما يتطلب الإعداد الداخلي تجاه هذه التهديدات سواء عسكرياً ودفاعياً وتمتين الجبهة الداخلية وإعادة العمل بالجيش الشعبي والتجنيد الإجباري ليكون الشعب الأردني رديفاً لنشامى الجيش في المواجهة مع العدو الصهيوني، مع ضرورة فك رهن قطاعات الأردن الحيوية بيد الاحتلال عبر إلغاء إتفاقية الغاز ووقف كافة أشكال التطبيع معه بما ينسجم مع إرادة الشعب الأردني.
2) ندعو النظام العربي الرسمي إلى تحرك جاد وفاعل في مواجهة العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان ومشاريعه التوسعية التي تستهدف الأمة كلها وأن يدرك النظام العربي أن إنتصار المقاومة هو إنتصار للأمة وقوة لها، مما يجعل من دعم هذه المقاومة واجباً وطنياً وشرعياً، وأن عنصر القوة الرئيس لهذه الدول هو الانسجام مع إرادة الشعوب وعدم الرهان على معاهدات التسوية أو على الإدارة الأمريكية التي كانت شريكاً بارزاً في العدوان الصهيوني.
٣) نشيد بحراك الشعب الأردني الذي لم يتوقف على مدى عام انتصاراً للشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال والتنديد بالعدوان الصهيوني الإجرامي، سواء عبر الفعاليات في الشارع أو عبر حملات المقاطعة التي أثبتت فاعليتها بقوة أو عبر الجهد الإغاثي الذي شاركت فيه مختلف القوى السياسية والشعبية والعشائرية، فيما جاءت الدماء الزكية للشهيد ماهر الجازي الذي اختلطت بدماء الشعب الفلسطيني ومن سبقه من شهداء الجيش العربي ونشامى الأردن لتكرس بالدم وحدة المصير كشريك في معركة التحرير، مما يتطلب استمرار هذا الحراك ودعم المقاومة الفلسطينية بمختلف الوسائل المتاحة.
٤) نتوجه بالتحية إلى كافة جبهات إسناد المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها لبنان الذي يدفع بالدم ضريبة هذا الإسناد على مدى عام مما يتطلب دعم الشعب اللبناني ومقاومته ضد العدوان الصهيوني بمختلف الوسائل المتاحة، وندعو لعدم الانجرار خلف الخطاب الطائفي الذي يخدم مصالح العدو في تشتيت الأمة وتحييد جبهات إسناد المقاومة في معركة طوفان الأقصى.
٥) نجدد المطالبة للجانب الرسمي بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والحراك الشعبي ودعم المقاومة ووقف الاعتقالات والتضييق الرسمي على الحريات والفعاليات المنددة بالعدوان الصهيوني والمؤيدة للمقاومة على وجه الخصوص.
حزب جبهة العمل الإسلامي
عمان 7-10-2024