وجهت لجنة علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي نداءً إلى الشعب الأردني خاصة والشعوب العربية والإسلامية عامةً نصرة الشعب الفلسطيني في غزة وإغاثتهم لما يشكله ذلك من واجب أصيل وفرض عين علينا تجاه الشعب الفلسطيني، في ظل ما يواجهه من حرب التجويع والعطش والمرض والتشرد والموت البطيء، والبرد الذي أودى بحياة العديد من الأطفال دون أيّ حراكٍ صادق لرفع الظلم عنهم.
وأهابت اللجنة في بيان صادر عنها اليوم بالشعب الأردني أن يجتهد في تقديم كل ما يستطيع لإخوانهم في غزة، وأن يمتنع الأردنيون عن أي ترف أو كماليات لصالح التبرع لهم، وأن يوجهوا دعمهم كافة لإخوانهم هناك، مضيفة ” لا مجال للتراخي، ولا وقت للترفه، ولا سبيل إلاّ بشدّ الأحزمة نصرة لأقدس قضية عرفها التاريخ الحديث، قضية فلسطين، وما يتحتم علينا تجاهها من حماية المقدسات، والدعم لأشقائنا هناك، قبل أن تصل النار إلينا هنا في الأردن، فهم يمثلون خط الدفاع الأول عن الأقصى، وعن الأردن، حيث يسعى العدو الصهيوني لقتلهم وتهجيرهم، وجعل الأردن وطنا بديلا لهم”.
*وفيما يلي نص البيان * :
نداء عاجل لأهل الأردن أرض الحشد والرباط وعامّة المسلمين
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وجعلنا أخوة في الإيمان، وشرفنا باتباع سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم النبي العدنان، وأيده بالسنة والقرآن، وجعل مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
وسبحانه القائل في محكم كتابه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [ الحجرات: 15]
فالإيمان الحقيقي لمن حقق التوحيد، ولم يداخله الريب، وجاهد في سبيل الله ، أولا بالمال، ثم بالنفس، فأولئك هم الصادقون.
ولا يخفى على أهلنا الكرام في أردن الحشد والرباط ، ما حل بإخواننا في غزة وفلسطين من حرب ظالمة شنيعة، وما وصل إليه حال أهلنا هناك من الجوع والعطش والمرض والتشرد، فبات أطفالهم يموتون من الجوع والبرد، وأصبح العالم يتفرج على موتهم البطئ دون أيّ حراكٍ صادق لرفع الظلم عنهم.
ولذا فإن من واجبنا كمسلمين وعرب، ومن الأقرب لإخواننا، فنحن لسنا مؤازرين، بل نحن من أصحاب القضية الأصليين، فواجبنا أن نهب لنجدتهم، ونسعى لمساعدتهم، فهذا والله ليس تكرما وتمننا، بل هو واجب أصيل وفرض عين علينا تجاه إخواننا في العقيدة والدم.
وإننا في لجنة علماء الشريعة في الحزب لنهيب بأهلنا في الأردن خاصة وبالمسلمين عامة، أن يجتهدوا مع دخول شهر رمضان المبارك – جعله الله شهر خير وعز ونصر وفرج-، أن يجتهدوا في تقديم كل ما يستطيعون لإخوانهم في غزة، وأن يمتنعوا عن أي ترف أو كماليات لصالح التبرع لهم، وأن يوجهوا دعمهم كافة لإخوانهم هناك، فلا مجال للتراخي، ولا وقت للترفه، ولا سبيل إلاّ بشدّ الأحزمة نصرة لأقدس قضية عرفها التاريخ الحديث، قضية فلسطين، وما يتحتم علينا تجاهها من حماية المقدسات، والدعم لأشقائنا هناك، قبل أن تصل النار إلينا هنا في الأردن، فهم يمثلون خط الدفاع الأول عن الأقصى، وعن الأردن، حيث يسعى العدو الصهيوني لقتلهم وتهجيرهم، وجعل الأردن وطنا بديلا لهم.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على حسن وصدق نصرتهم، وأن لا يبقى بيت في الأردن وفي بيوت المسلمين، إلا ويقدم غاية ما يستطيع لهم، وأن يبارك لكل من يقدم أي دعم لهم، وأن يجعله في موازين حسنات الباذلين المنفقين، وأن يجنبنا الفتن والشدائد، فقد قال تعالى: ﴿ وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. ١٩٥ البقرة﴾ ، وقال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ. 39 سبإ﴾
وجاء في الحديث عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تُطفئ غضبَ الربِّ، وصِلَةُ الرَّحِم تزيد في العمر”.
والله أكبر والعزة للمؤمنين
إخوانكم: لجنة علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي