القطاع النسائي في “العمل الإسلامي” يحذر من تفاقم ظاهرة العنف الأسري ويدعو الحكومة لمعالجتها
بسم الله الرحمن الرحيم
“أنه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا” المائدة32
تابعنا في القطاع النسائي لحزب جبهة العمل الإسلامي بقلق شديد تزايد حوادث العنف الأسري والتي كان آخرها ما تعرضت له إحدى الفتيات من إيذاء جسدي وتعذيب بدني قاس أدى الى دخولها المستشفى وهي في حالة خطرة ، وما تبعها من جريمة أخرى لا تقل بشاعة عنها تعرضت لها سيدة اردنية اخرى فقدت حياتها نتيجة تعرضها للضرب المبرح من أحد أقاربها.
لذا فإننا إذ ندين ماحدث مؤخراً وما سبقه من جرائم عنف وقتل وتنكيل دخيلة على مجتمعنا، وانطلاقا من فهمنا لشريعتنا السمحة وديننا الحنيف وهو دين الدولة الاردنية نؤكد على مايلي:
اولا: نرفض وبشكل قاطع أن يقوم أي إنسان بإزهاق روح إنسان آخر تحت أي مبرر خصوصاً حين تكون الضحية أختاً أو بنتاً أو زوجة أو أماُ ونعتبر ذلك إعتداءاً صارخاً على الحياة تجرمه الشرائع السماوية والأعراف والقوانين والقيم الانسانية.
ثانيا: نعتبر أن ما يحدث وحدث من جرائم مشابهة شكلت صدمة لمجتمعنا الاردني مرده إلى اختلال واضح وخطير في المنظومة الأخلاقية والقيمية واعتلال في العملية التربوية والتعليمية في مجتمعنا الأردني المعروف برقي أخلاقه وارتفاع نسبة المتعلمين والمثقفين فيه، وهنا نحمل المسؤولية كاملة لهذه الحكومة وماسبقها من حكومات ساهمت في هذا الخلل الكبير، لا سيما عبر إبعاد كثير من الدعاة والمصلحين عن منابر التوعية والتوجيه لأسباب سياسية، وما تعرضت له المناهج التدريسية من عبث طال قيم المجتمع الإسلامية وثوابته، لذا نطالب الحكومة بإعادة النظر في كل هذه الاختلالات والاعتلالات وتقويمها قبل فوات الأوان، ونؤكد أن تطبيق الشريعة الإسلامية في مختلف مناحي الحياة كفيل بمعالجة هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع والتي تؤثر على استقراره.
ثالثا: إن معالجة وقوع أي خطأ وهو سمة للنفس البشرية لا يكون من خلال ما نراه اليوم من عنف وجرائم قد تسفر عن إزهاق الأرواح وتفاقم المشكلة، فالقضاء أو الأجهزة المختصة هي صاحبة الكلمة الفصل في تبيان حقيقة الاتهامات ومحاسبة المذنبين، كما أننا نؤمن إيماناً مطلقاً أنه وبحسن التربية والتوجيه والتنشئة السليمة وبالبحث في أسباب الخطأ وحل المشاكل التي تدفع إليه وتقويم السلوك وبالتسامح وإعطاء الفرصة للعودة والاستقامة يكون الحل.